14 مايو 2025

في تقديرات صادمة، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة فقدان في السودان خلال عام 2024 وحده، واصفة الرقم بأنه “الجزء الظاهر من جبل الجليد”، في ظل نزاع دموي لا يزال يفتك بالمدنيين.

وقال رئيس بعثة اللجنة في السودان، دانيال أومالي، إن هذه الأرقام تم جمعها بشكل مباشر، لكنها تمثل نسبة ضئيلة فقط من الحجم الحقيقي للكارثة، مشيراً إلى أن حالات الفقدان تتعدى بكثير ما تم توثيقه.

والأخطر من ذلك، ما وصفه أومالي بتفشي “العنف الجنسي الواسع والمنهجي” في البلاد، مؤكداً أن حجم الانتهاكات الحالية “أعلى مما شهدناه في نزاعات أخرى”، وأن الضحايا لا يقتصرون على النساء فقط، بل يشملون رجالاً وأطفالاً أيضاً.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن هذه الانتهاكات سيكون لها أثر نفسي وإنساني طويل الأمد حتى بعد توقف الحرب، إن تحقق ذلك، وسط تحذيرات من أن تداعياتها ستظل عالقة لعقود.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتوالى فيه تقارير من منظمات حقوقية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم مروعة، تتضمن الاغتصاب، الزواج القسري، والاستعباد الجنسي، كوسيلة من وسائل الحرب، وهي اتهامات سبق أن نفتها قوات الدعم السريع ووصفتها بأنها “دعاية مغرضة”.

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، عبّر أومالي عن قلقه من شلل أصاب المنظمات الأهلية السودانية التي كانت تتصدر الصفوف لمساعدة الضحايا، خاصة بعد خفض التمويل الأمريكي عقب قرار الرئيس دونالد ترامب بتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

ووسط هذه المآسي، يبقى مصير آلاف المفقودين مجهولاً، فيما يتزايد الخوف من أن تكون القصص التي لم تُروَ بعد، أكثر رعباً مما يُعرف حتى الآن.

تحذيرات أممية من تصاعد الهجمات المميتة على المدنيين في الفاشر بالسودان

اقرأ المزيد