Samer 
وزير التجارة التركي، عمر بولات، قام اليوم الأربعاء، بزيارة رسمية إلى العاصمة الليبية طرابلس، على رأس وفد رفيع يضم ممثلين عن كبرى شركات الإنشاء والمقاولات التركية.
وشدد بولات إلى أهمية بحث سبل تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وليبيا، وتعزيز التعاون المشترك في قطاعات حيوية.
ووفقاً لما أوردته وسائل إعلام تركية، تسعى الزيارة إلى دفع العلاقات الثنائية نحو المزيد من التكامل، عبر مناقشة ملفات الاستثمار، وتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة، وتنفيذ مشاريع استراتيجية تخدم التنمية في ليبيا وتعزز الحضور الاقتصادي التركي في السوق الليبية.
ومن المنتظر أن يلتقي الوزير بولات خلال زيارته، رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، ووزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، وذلك ضمن سلسلة اجتماعات تهدف إلى مناقشة مبادرات التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية، وتوسيع آفاق الشراكة بين الجانبين.
ويركز الوفد التركي في زيارته على قطاع البناء والمقاولات، حيث من المقرر أن يشارك ممثلو الشركات التركية في لقاءات موسعة مع نظرائهم الليبيين، لمناقشة التحديات القائمة، والعمل على تذليل العقبات أمام المشاريع القائمة والجديدة، إضافة إلى استكشاف فرص استثمارية مستقبلية.
ويُعقد خلال الزيارة الاجتماع الأول لمجموعة العمل الليبية – التركية المشتركة، التي تم تشكيلها بموجب مذكرة تعاون تم توقيعها بين الحكومتين في العام 2020.
وتُعنى هذه المجموعة بوضع أطر عملية لتطوير المشاريع المشتركة، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات، ومعالجة التحديات التي تواجه الاستثمارات التركية في ليبيا.
وتأتي هذه التحركات في وقت بلغ فيه عدد المشاريع التي تنفذها الشركات التركية في ليبيا 640 مشروعاً، بإجمالي قيمة تصل إلى 31.4 مليار دولار، ما يجعل ليبيا خامس أكبر سوق للمقاولين الأتراك من حيث حجم المشاريع.
وتركز المشاريع التركية الحالية والمستقبلية في ليبيا على قطاعات استراتيجية مثل بناء المستشفيات، وتطوير أنظمة المياه، وتحسين البنية التحتية للطاقة، وتوسيع شبكات النقل.
وتُظهر هذه الزيارة بوضوح حرص تركيا على الاستمرار في لعب دور محوري في إعادة إعمار ليبيا، إلى جانب تعزيز حضورها الاستثماري والاقتصادي في شمال إفريقيا، بما ينسجم مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي أكد فيها أن أنقرة تعمل بالتنسيق مع روما لإيجاد حلول تُسهم في دعم استقرار ليبيا.
ومن جهتها، تسعى الحكومة الليبية لتفعيل اتفاقيات التعاون مع تركيا وتحديث الأطر القانونية المنظمة للعلاقات الثنائية، خاصة على مستوى العمل السياسي والقنصلي، في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة الشراكة وتجاوز العقبات البيروقراطية.
مؤتمر بنغازي الأوروبي الإفريقي يناقش حلولاً غير تقليدية لمواجهة أزمة الهجرة غير النظامية