في مشهد غير مألوف فوق سماء الشرق الأوسط، نفذت مقاتلات صينية وطائرات هليكوبتر ونقل تابعة للجيش الصيني طلعات جوية فوق الأراضي المصرية؛ في إطار أول تدريبات جوية مشتركة بين بكين والقاهرة، تحمل اسم “نسور الحضارة 2025″، وتمتد 18 يوما.
ونشرت وزارة الدفاع الصينية مشاهد مصورة تُظهر تحليق المقاتلات الصينية على ارتفاعات شاهقة فوق مناطق صحراوية وأثرية مصرية، من بينها الأهرامات، في خطوة وصفتها بكين بأنها “إشارة إلى تعميق الشراكة العسكرية مع مصر، وتحول استراتيجي في خارطة التحالفات الإقليمية”.
وتعهدت الصين بضخ استثمارات في البنية التحتية العسكرية المصرية، من بينها مشاريع متقدمة لتصنيع الأقمار الصناعية ومعدات المراقبة، ما يعكس سعيها لتوسيع نفوذها في واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية في العالم، وأشارت إلى أن المناورات تمثل انطلاقة في مسار التعاون العسكري بين الصين ومصر، ومعلما مهمًا في تاريخ العلاقات الدفاعية الثنائية”.
وتأتي المناورات في وقت تتجه فيه الولايات المتحدة، الحليف الأمني التقليدي للقاهرة، إلى الانكفاء نحو الداخل وتقليص حضورها الخارجي، ما يفتح المجال أمام بكين لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا عبر صفقات عسكرية واستثمارات أمنية ضخمة.
وفي تعليق بثه تلفزيون الصين الدولي، تحدث على أن مصر تنظر إلى ما “أبعد من الشراكة مع واشنطن”، واعتبر التقرير أن “عهدا جديدا من التعاون يحلق في سماء القاهرة”، وذلك في إشارة رمزية إلى انفتاح مصري متزايد على التكنولوجيا العسكرية الصينية، لاسيما في مجالات الطائرات دون طيار، والصواريخ، والمراقبة الإلكترونية.
ومن جانبها، قالت صحيفة “جلوبال تايمز” الرسمية إن المناورات تمثل انطلاقة لتعاون مستقبلي أوسع بين القوات الجوية للبلدين، وذلك تزامنا مع مساعي مصر لتحديث منظومتها العسكرية وتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
ومن المتوقع أن يثير التقارب العسكري بين القاهرة وبكين تحفظات في واشنطن، وحذر خبراء من أن توسّع مصر في شراء المعدات الصينية يؤدي إلى تقليص المساعدات العسكرية الأميركية، خصوصا في ظل توتر العلاقات مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب التي قلصت بالفعل من ميزانيات الإنفاق الخارجي.
إجلاء 21 مريضاً بالسرطان من غزة إلى مصر