01 يوليو 2025

الساحة الليبية تشهد جهوداً إفريقية متواصلة لإنهاء الأزمة السياسية عبر مبادرات المصالحة، لكن هذه التحركات تظل محل جدل حول مدى فعاليتها وفرص نجاحها.

وفي مقابلة خاصة مع أخبار شمال إفريقيا، تحدث الناشط السياسي ورئيس برلمان شباب ليبيا، إبراهيم الحويج، عن رؤيته لهذه المساعي ومستقبل ليبيا في ظل المعطيات الحالية.

ويرى الحويج أن ملتقى المصالحة الذي ينظمه الاتحاد الإفريقي “فشل قبل أن يبدأ”، مشيراً إلى أن المشاركين فيه يمثلون توجهاً سياسياً واحداً دون إشراك بقية الأطراف المؤثرة على الأرض.

وأكد أن الاتحاد الإفريقي يفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لحل الأزمة الليبية، في حين تبقى الأمم المتحدة الطرف الأكثر حضوراً في المشهد السياسي.

وأضاف أن الأمم المتحدة، رغم إخفاقاتها السابقة والتغيير المتكرر في المبعوثين، لا تزال الطرف الأكثر فاعلية في الطرح والتخطيط، وهو ما يفتقده الاتحاد الإفريقي، مؤكداً أن المصالحة لن تحقق تقدماً ملموساً دون مشاركة جميع الأطراف، إلى جانب التعاون مع دول الجوار وجامعة الدول العربية.

وأشار إلى أن الملف الليبي، وملف المصالحة بشكل خاص، يُعتبر ملفاً شائكاً ومعقداً للغاية، وذلك نظراً للاختلافات في التوجهات والقبائل والأطياف والأحزاب، وأيضاً الأمور الأخرى التي نراها داخل ليبيا.

وحول الدور المصري في غزة، أشار الحويج إلى أن القاهرة تقف عند مفترق طرق، بين مواجهة مشروع التهجير الذي تطرحه الولايات المتحدة وإسرائيل، وبين المضي قدماً في إعادة الإعمار.

وأكد أن مصر قادرة على إيقاف مشروع التهجير عبر تقديم مقترح سياسي قوي مدعوم عربياً، بحيث يصبح مشروعاً موحداً لا يمكن لأي جهة الوقوف ضده.

وأشار إلى أن القاهرة تدرك أهمية إعادة الإعمار كوسيلة رئيسية لمواجهة التهجير، إذ يشمل المشروع مراحل تمتد حتى خمس سنوات، تضمن توفير مساكن متنقلة، ومدارس، ووقف العمليات القتالية نهائياً.

وأوضح أن القاهرة وقطر عملتا كوسطاء لوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل لم تلتزم ببنود الاتفاق، ما دفع مصر إلى التحرك بحزم لمنع التلاعب الإسرائيلي، وضمان وصول المساعدات وإخراج المصابين عبر معبر رفح.

وفيما يتعلق بتحالف دول الساحل الإفريقي، اعتبر الحويج أن المحاولات الفرنسية لإفشاله تأتي بعد طرد القوات الفرنسية وقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية من قبل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وقال إن التواجد الفرنسي في هذه الدول لم يكن إلا أداة لنهب الثروات المعدنية مثل اليورانيوم والذهب، بينما بقيت الأوضاع الاقتصادية متدهورة.

وأكد أن التحالف يمكن أن يستمر لعقود إذا ركز على التنمية الاقتصادية، والبنية التحتية، والتعليم، بدلاً من الانشغال بالمظاهر العسكرية والسياسية.

كما شدد على ضرورة تعاون التحالف مع قوى دولية مثل روسيا والصين والدول المجاورة، لمواجهة الضغوط والعقوبات الأوروبية المحتملة، حيث لا تشكل هذه الضغوط عائقاً أمام هذه الدول العظمى لمساعدة التحالف في بناء مؤسساته، وذلك في حال كانت دول التحالف ترى الأمور بشكل إيجابي أو لديها نظرة مستقبلية قوية.

 

هانا تيته تناقش الوضع الليبي مع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي

اقرأ المزيد