فعاليات الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة المغربية الرباط، انطلقت، أمس الجمعة، بحضور ثقافي عربي ودولي واسع، وبتكريم عدد من الأسماء اللامعة في مجالات الفن والأدب والفكر.
وكرمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في جناحها بالمعرض الممثل المصري يحيى الفخراني بجائزة “شخصية العام الثقافية”، كما شمل التكريم الشاعر المغربي محمد بنيس، والشاعر الكويتي أحمد العدواني، والشاعر العراقي ياسين طه الحافظ، إضافة إلى تكريم رمزي لاسم الشاعرين الراحلين عبد الله البردوني من اليمن وسليم النفار من غزة، في لفتة استحضرت رمزية الكلمة في مواجهة النسيان.
وقال المدير العام للألكسو، محمد ولد أعمر، إن هذا التكريم “يتجاوز مجرد الاحتفاء، ليعيد الاعتبار لموروثنا الأدبي، ويستحضر قيمه النابضة بالحياة”، مؤكداً التزام المنظمة بمواصلة دعم الإبداع العربي في مختلف أشكاله.
وشهد الحفل الرسمي للتكريم حضور وزير الثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد، ووزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، وسفيرة فلسطين لدى المغرب، إلى جانب ممثلين عن البعثات الدبلوماسية.
ويُقام المعرض هذا العام بمشاركة 756 عارضاً من 51 دولة، منهم 292 يشاركون بشكل مباشر و464 عبر الوكالة، بينما تحل إمارة الشارقة ضيف شرف هذه الدورة، تأكيداً على عمق العلاقات الثقافية بين المغرب ودولة الإمارات.
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن العلاقة بين البلدين “ضاربة في عمق التاريخ”، مشيدة بالإرث الحضاري المشترك، بدءاً من زيارة ابن بطوطة إلى المنطقة، وصولاً إلى إرث جامعة القرويين والشريف الإدريسي.
ويستمر المعرض حتى 27 أبريل، متضمناً برنامجاً ثقافياً غنياً بأكثر من 700 مشارك من المفكرين والكتّاب، إلى جانب عشرات الورش والندوات.
ويولي المعرض اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، حيث أُقيمت في اليوم الأول ندوة بعنوان “الإبداع الفلسطيني في مواجهة سياسات المحو”، بحضور المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، والشاعر محمد بنيس، كما قُدمت مختارات شعرية من غزة بعنوان “هل هناك حياة قبل الموت؟”، أعدها الشاعران عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان باللغتين العربية والفرنسية.
وتتوزع خلال أيام المعرض عدد من الجوائز الثقافية المرموقة، منها جائزة المغرب للكتاب، وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وجائزة “ألوان القدس” الموجهة لتلاميذ المدارس.
وشهدت التظاهرة كذلك تكريم الأكاديمي عمر أمرير، أحد أبرز الباحثين في الأدب الأمازيغي، والذي ساهم لعقود في ترسيخ هذا اللون الثقافي ضمن الحقل الجامعي والبحثي المغربي.
قرعة كأس الأمم الإفريقية 2025.. مواجهات قوية ومجموعات مثيرة