14 مايو 2025

زعمت إسرائيل إسقاط طائرات مسيرة تهرب أسلحة من مصر، لكن مسؤولاً مصرياً وصف الادعاءات بأنها محاولات للاستفزاز|، وأكد الخبير محمد عبد الواحد أن هذه المزاعم تهدف للضغط على مصر وتهدف إلى تعكير العلاقات بين القاهرة وواشنطن.

على مدار أكثر من عام، استمرت إسرائيل في طرح ادعاءات متكررة حول “إسقاط مسيرات تحمل أسلحة اخترقت الأجواء من مصر”، فيما تفضلت السلطات المصرية بعدم الرد رسمياً على هذه المزاعم.

إلا أن مصدراً مسؤولاً أكد لجهات إعلامية أن هذه الادعاءات “لا تعدو أكثر من محاولات بائسة للتشويه والاستفزاز، لن تنساق إليها مصر”.

وجاءت هذه التصريحات ردا على بيان نشرته القوات الإسرائيلية على منصة “إكس” (تويتر سابقا) الثلاثاء، زعمت فيه أنها “أحبطت محاولة تهريب أسلحة من مصر إلى إسرائيل عبر طائرة مسيرة في منطقة لواء باران”، مشيرة إلى أنها أسقطت الطائرة التي كانت تحمل “10 أسلحة من نوع إم 16 وذخيرة”.

علق اللواء محمد عبد الواحد، الخبير المصري في الأمن القومي والعلاقات الدولية، على هذه الادعاءات بالقول إن إسرائيل بدأت منذ ديسمبر 2023 “الزج باسم مصر فيما تدعيه بشأن تهريب أسلحة”، موضحا أن هذه المزاعم تأتي في إطار “مبررات لاحتلال محور فيلادلفيا الحدودي”.

وأضاف عبد الواحد أن تكرار هذه الادعاءات يرجع إلى “فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب المتمثلة في القضاء على حماس”، مشيرا إلى أن تل أبيب تحاول “إظهار أن حماس تتلقى دعما من مصر” بسبب صدمتها من “استمرار المقاومة رغم عام ونصف العام من القصف والحصار”.

وأكد الخبير المصري أن الهدف الحقيقي من هذه الادعاءات هو “الضغط على مصر لتغيير مواقفها العادلة خلال المفاوضات التي تتوسط فيها”، بالإضافة إلى “محاولة تعكير العلاقات بين القاهرة وواشنطن” عبر اتهام مصر بتهريب الأسلحة لحماس.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن في أكتوبر الماضي عن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من مصر، ثم تكررت الادعاءات في نوفمبر وفبراير الماضيين، قبل أن يعاود الكرة في منتصف الشهر الحالي بإعلان مماثل.

من جانبه، وصف النائب المصري مصطفى بكري هذه الادعاءات بأنها “محاولات تحرش مكشوفة”، مؤكدا أنها “لا أساس لها من الصحة ولا تمتلك أي مصداقية أو دليل”.

وتساءل بكري: “من أين ستخرج المسيرات؟ وهل مصر التي لديها اتفاق سلام مع إسرائيل وتوجد قوات أمنية مشتركة لمراقبة الحدود ستسمح بذلك؟”.

وأشار البرلماني المصري إلى أن “مصر تحكم حركة الحدود جيدا لأن هذا أمنها القومي”، معتبرا أن هذه الادعاءات تأتي في إطار “مخطط استفزازي يهدف إلى ابتزاز مصر للضغط عليها لقبول مخطط التهجير الذي ترفضه القاهرة رفضا قاطعا”.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان قد اقترح في يناير الماضي استقبال مصر والأردن لفلسطينيين بعد تهجيرهم من غزة، وهو المخطط الذي واجه رفضا مصريا وعربيا قاطعا.

وقد قدمت مصر بديلا عن ذلك عبر خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، حظيت بموافقة القمة العربية الأخيرة ومنظمة التعاون الإسلامي، لكنها لم تقنع بعد الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية.

وتأتي هذه التطورات في إطار تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل حول ملف غزة، حيث تواصل القاهرة رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، بينما تستمر إسرائيل في طرح مزاعم تهدف إلى الضغط على الموقف المصري.

مصر تعزز مخزونها الاستراتيجي بثلاث شحنات مازوت

اقرأ المزيد