15 مايو 2025

حادثة صادمة في جامع الأزهر، حيث هدد شاب بالقفز من سطحه بعد صلاة الجمعة، مما أثار نقاشاً حول الصحة النفسية والانتحار، وتدخل رجال الأمن والمواطنون في اللحظة الأخيرة لمنعه.

شهدت ساحة الجامع الأزهر اليوم حادثة مروعة عندما حاول شاب في مقتبل العمر إلقاء نفسه من أعلى المبنى التاريخي بعد انتهاء صلاة الجمعة، في واقعة أثارت نقاشاً واسعاً حول قضايا الصحة النفسية وسبل الوقاية من الانتحار في المجتمع المصري.

وفقاً لشهود عيان ونشر مصلون مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشاب الذي لم يتم الكشف عن هويته تسلق سطح المسجد الأزهر بعد انتهاء الصلاة، في محاولة يائسة لإلقاء نفسه.

وقد تمكن رجال الأمن والمواطنون من التدخل في اللحظات الأخيرة ومنعه من تنفيذ خطوته، حيث تم احتجازه وتسليمه للجهات المختصة للتحقيق معه وتقديم الدعم النفسي اللازم.

,جاءت هذه الحادثة في وقت كانت دار الإفتاء المصرية قد أكدت مؤخراً على موقف الشرع من قضية الانتحار، حيث أوضحت أن “الانتحار يعد كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع”.

وأشارت دار الإفتاء في بيانها إلى أن “المنتحر ليس بكافر، لكن لا ينبغي التقليل من جسامة هذا الجرم أو إيجاد مبررات له”، مؤكدة على ضرورة “التعامل مع هذه الظاهرة على أنها مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين”.

في هذا السياق، تقدم الحكومة المصرية عدة برامج للدعم النفسي في إطار استراتيجية لمواجهة حالات الانتحار، منها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان (08008880700 – 0220816831)، والخط الساخن للمجلس القومي للصحة النفسية (20818102).

وتعمل هذه الخطوط على تقديم الدعم النفسي الفوري والاستشارات المتخصصة للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية أو تنتابهم أفكار انتحارية.

أثارت الحادثة موجة من التعاطف مع الشاب، حيث علق العديد من رواد التواصل الاجتماعي بمناشدات لأفراد المجتمع بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وعدم إهمال علامات الاكتئاب واليأس عند الآخرين.

ومن جانب آخر، دعا بعض الخبراء إلى تكثيف برامج التوعية المجتمعية حول أهمية الصحة النفسية وطرق التعامل مع الأزمات.

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات الانتحار في مصر تبقى أقل من المتوسط العالمي، لكن الخبراء يحذرون من أن العديد من الحالات قد لا يتم الإبلاغ عنها بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالموضوع.

وتؤكد الدراسات أن معظم حالات الانتحار يمكن منعها من خلال التدخل المبكر والدعم النفسي المناسب.

في أعقاب الحادثة، طالب نشطاء ومتخصصون في الصحة النفسية تعزيز خدمات الصحة النفسية المجتمعية، وزيادة الوعي بأعراض الاكتئاب والأمراض النفسية، وتطوير آليات التدخل السريع في الأزمات، تخفيف الوصمة الاجتماعية المرتبطة بطلب المساعدة النفسية.

ما تزال التحقيقات جارية لمعرفة دوافع الشاب وظروفه النفسية، بينما تؤكد الجهات المعنية على أهمية التعامل مع مثل هذه الحالات بروح إنسانية تركز على العلاج والوقاية بدلاً من النظرة العقابية.

مصر.. ضبط جزار يبيع لحوم الخيول على أنها ضأن في بني سويف

اقرأ المزيد