14 مايو 2025

رغم تصنيفها كوجهة سياحية خطرة، جذبت ليبيا سياحاً مغامرين كصانعي المحتوى هدسون وإيميلي، اللذين أبديا إعجاباً بالمواقع الأثرية والضيافة الليبية رغم الاحتياطات الأمنية المشددة.

في مشهد يبدو متناقضاً، تتحول ليبيا التي تصنف كواحدة من أخطر الوجهات السياحية عالمياً إلى مقصد لعدد من السياح المغامرين الباحثين عن تجارب غير تقليدية.

وفقد كشف الزوجان هدسون وإيميلي، وهما صانعا محتوى زارا البلاد عام 2024، عن تجربتهما المثيرة للدهشة حيث أكدا أنهما شعرا بالأمان خلال جولتهما التي شملت المواقع الأثرية العريقة تحت حراسة مشددة.

وأوضح الزوجان أنهما استعانا بحارس شخصي كان دقيقاً في عمله لدرجة أنه كان يرافقهما حتى داخل الحمامات العامة، ورغم هذه الإجراءات الاحترازية غير المألوفة، استمتع الزوجان باستكشاف موقع لبتيس ماغنا الأثري المصنف ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما أعجبا بجمال مدينة طرابلس العاصمة وودّ أهلها الكبير.

لكن الصورة الكاملة للوضع الأمني في ليبيا تظهر جانباً أكثر قتامة، ففي مايو 2024، تعرض السائح البريطاني دانيال بينتو (26 عاماً) لموقف خطير عندما احتجزته القوات العسكرية لمدة سبع ساعات كاملة تحت تهديد السلاح عند إحدى نقاط التفتيش.

بينتو الذي يصف نفسه بـ”سائح المخاطر” بسبب زياراته السابقة لإيران والعراق وسوريا، وصل إلى ليبيا في 29 مايو 2024 وقضى فيها 21 يوماً، مدفوعاً برغبته في استكشاف هذا البلد “الغامض”.

ورغم خطورة الموقف الذي تعرض له، لم يبد بينتو مرتعباً بشكل كبير عندما قام بمشاركة قصته لاحقاً.

ويشير خبراء السياحة إلى تزايد ظاهرة ما يعرف بـ”السياحة السوداء” أو “سياحة الخطر”، حيث يزداد إقبال فئة من السياح على زيارة مناطق الكوارث الطبيعية أو مواقع الجرائم الجماعية أو الأماكن التي شهدت أحداثاً مأساوية.

وليبيا، التي تعاني من اضطرابات أمنية وسياسية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، تندرج ضمن هذه الوجهات المثيرة للجدل.

فقد أدت الصراعات المستمرة بين القوى المتنافسة في شرق ليبيا وغربها إلى تحذيرات أمنية حادة من عدة دول.

حيث أصدرت الولايات المتحدة تحذير سفر من المستوى الرابع (الأعلى) ضد ليبيا، محذرة مواطنيها من “مخاطر الإرهاب والجريمة والألغام الأرضية والاختطاف والصراع المسلح”.

كما نصحت الحكومة البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا “بأي حال من الأحوال”.

ومع ذلك، تشير إحصاءات نشرتها مجلة “ترافل آند تور وورلد” إلى أن ليبيا تستقبل سنوياً ما يقارب 100 ألف سائح دولي، معظمهم من هواة المغامرة والتجارب غير التقليدية.

هذا التدفق السياحي المحدود لكن الثابت يحدث رغم التوصيات الأمنية، حيث يبدو أن سحر الآثار الليبية العريقة وتجربة السياحة في بيئة صعبة تظل عوامل جذب لا تقاوم لبعض المغامرين.

ليبيا.. البعثة الأممية تعرب عن خيبة أملها لتعثر المفاوضات بأزمة المصرف المركزي

اقرأ المزيد