في مشهد صادم تحوّل ملعب طرابلس الدولي في العاصمة الليبية إلى ساحة غضب، بعدما وثّقت مقاطع فيديو تعمّد سيارات أمنية دهس مشجعين عقب مباراة أهلي طرابلس والسويحلي، ما أدى إلى وقوع إصابات بعضها خطير.
وسارعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية إلى امتصاص الغضب، بإعلان فتح “تحقيق فوري وشامل” في الحادثة، بأوامر من الوزير المكلف عماد الطرابلسي، مؤكدة أن السائق والسيارة قد تم جلبهما، وأن “الجهات المختصة ستتولى محاسبة المتورطين”.
ووصفت الوزارة ما جرى بأنه “سلوك فردي”، لا يُمثل نهجها، لكن في الوقت نفسه ألمحت إلى أن الاعتداء بدأ من بعض المشجعين ضد دوريات الشرطة.
ولكن هذه الرواية لم تقنع كثيرين، إذ توالت بيانات الشجب والإدانة، أبرزها من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، التي اعتبرت الحادث “استهتاراً بحياة المدنيين وإرهاباً مسلحاً”، وطالبت بتحقيق شامل ومحاسبة كل من تورط، بينما حمّل المجلس الوطني للحريات وحقوق الإنسان وزارة الداخلية المسؤولية الكاملة، واعتبر ما جرى “خرقاً فاضحاً للدستور والقانون”.
ومن جهته، خرج فتحي باشاغا، رئيس الحكومة السابقة في شرق ليبيا، ليصف المشهد بـ”المؤلم”، مؤكداً أن دهس الجماهير يمثل انتهاكاً صريحاً للمادة 3 من قانون الشرطة، التي تُلزم رجل الأمن بحماية الأرواح لا دهسها، داعياً إلى مساءلة كل من تجاوز حدود القانون.
وتحدث شهود عيان عن أن بعض المشجعين ردّوا على الواقعة بتكسير سيارات تابعة لجهاز الأمن العام بقيادة عبد الله الطرابلسي، شقيق وزير الداخلية المكلّف، ما يعكس حجم التوتر الشعبي المتصاعد.
مولودية الجزائر يعلن غياب حارسه عن مباراة إياب دوري الأبطال