في مفارقة اقتصادية تعكس اختلال أولويات الإنفاق، كشف الإعلامي الاقتصادي محمد القرج أن ليبيا أنفقت ما يقارب 2 مليون دولار خلال أربعة أشهر فقط على استيراد الكاتشب، وهي سلعة تُعد من الكماليات الغذائية، وذلك من خلال اعتمادات مستندية تمول من عوائد النفط.
وبحسب تصريحات القرج، فإن هذه الكمية المستوردة، التي بلغت 1500 طن، كلفت خزينة الدولة ملايين الدولارات التي كان من الممكن توجيهها نحو دعم الصناعة المحلية.
وأشار إلى أن هذا المبلغ يكفي لإنشاء خمسة مصانع متوسطة الحجم قادرة على تلبية حاجة السوق المحلي بالكامل، بالإضافة إلى توفير أكثر من 200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز قطاع الزراعة المحلي من خلال الاعتماد على الطماطم الليبية كمادة أولية.
وأضاف القرج أن صناعة الكاتشب محليا لا تتطلب تقنيات معقدة، بل يمكن تنفيذها بسهولة وسرعة، مشددا على أن التوجه نحو الإنتاج المحلي كان سيُجنب الاقتصاد الليبي خسارة نصف مليون دولار شهريا تخرج من البلاد دون مردود تنموي يُذكر.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية مركبة، تتطلب إصلاحات عاجلة في سياسات الإنفاق ودعم الصناعات الوطنية، لا سيما في ظل تقلبات أسعار النفط واعتماد الدولة شبه الكلي على صادراته كمصدر رئيسي للدخل.
اللجنة الاستشارية الأممية في ليبيا: محاولة لإعادة ضبط القواعد الانتخابية