تشهد مدن جنوب ليبيا تدفقا هائلا للاجئين السودانيين الفارين من الصراع الدائر في بلادهم، وسط توقعات بتجاوز أعدادهم 375 ألف لاجئ بحلول نهاية العام الجاري.
وتأتي هذه الموجة في وقت تعاني فيه المنطقة من تدهور الخدمات الأساسية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والصحية.
وبحسب تقديرات منظمة “إنترناشيونال ميديكال كوربس”، وهي منظمة إغاثية غير حكومية، فإن أكثر من 160 ألف لاجئ سوداني قد يصلون إلى ليبيا بحلول عام 2025، هربا من حرب “الجنرالين” التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023.
وأشارت المنظمة إلى أن مستشفى الشهيد عطية يحتاج بشكل عاجل إلى ثلاثة أطباء تخدير وعشرة أطباء طوارئ، بينما يحتاج مركز القبول إلى تعزيز طاقمه بـ14 طبيبا و20 ممرضا وفنيا، بالإضافة إلى متخصصين في الأمراض المعدية وطب الطوارئ.
وتواجه السلطات الليبية تحديات كبيرة في تسجيل وتتبع اللاجئين، حيث تتلقى مئات الطلبات يوميا، كما تستقبل المخيمات غير الرسمية ما بين 450 إلى 500 لاجئ جديد يوميا، وفقا للمنظمات الدولية العاملة في المنطقة.
وتعاني مدينة الكفرة، إحدى الوجهات الرئيسية للاجئين، من نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات اللازمة لمواجهة الأزمة.
ويواجه مركز القبول والعلاج الصحي للاجئين ومستشفى الشهيد عطية، وهما المنشآت الصحية الرئيسية في المنطقة، نقصا كبيرا في الممرضين والفنيين المؤهلين، خاصة في أقسام العناية المركزة والطوارئ.
ودعت السلطات الصحية في الكفرة المنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم العاجل لتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة، مؤكدة أن 85% من المرافق الصحية تفتقر إلى الأدوية النفسية الأساسية، ويضطر المرضى للسفر لمسافات تصل إلى 1000 كيلومتر إلى مدن مثل بنغازي وطرابلس لتلقي العلاج المتخصص، وسط ظروف طرق صعبة وتكاليف باهظة.
وفي سياق متصل، أعربت مجموعة “أ3+” في مجلس الأمن الدولي، المكونة من الجزائر والصومال وسيراليون وغيانا، عن قلقها إزاء التأثيرات السلبية للأزمات في السودان وسوريا على الوضع في ليبيا.
ودعت المجموعة إلى انسحاب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، مع التأكيد على ضرورة احترام سيادتها واستقلالها.
كما أشادت المجموعة بجهود الحكومة الليبية في مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، لكنها أعربت عن قلقها إزاء التقدم البطيء في اعتماد قانون انتخابات وطني، الذي يُعتبر خطوة حاسمة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
رئيس مجلس النواب الليبي يلتقي بالسفير الفرنسي لبحث العلاقات الثنائية