طرح موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فكرة اعتماد نظام المحافظات كسلطة تنفيذية لتوزيع الميزانيات مباشرة على المناطق وتخفيف العبء عن الحكومة المركزية، وسط جدل حول إعادة طرح فكرة الفيدرالية.
اقترح موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، اعتماد نظام المحافظات كسلطة تنفيذية في ليبيا، وذلك خلال اجتماع عقده مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، وآمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي الليبي الفريق صلاح الدين النمروش.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الرئاسي اليوم الإثنين أن الاجتماع ناقش رؤية الكوني القائمة على “اعتماد نظام المحافظات لضمان توزيع الميزانيات بشكل مباشر على المناطق، مما يسهل متابعة المشاريع ويخفف العبء عن الحكومة المركزية، التي ستتفرغ لدورها السيادي”.
ويأتي هذا الاقتراح بعد يوم واحد فقط من حديث الكوني عن “ضرورة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة بمجالس تشريعية مستقلة”، وذلك خلال لقائه السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن.
وقد أثارت تصريحات الكوني جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الليبية، حيث أعادت طرح فكرة الفيدرالية التي كانت محل نقاش ساخن في السنوات الماضية.
وكان الكوني قد أكد في تصريحات سابقة أن “المركزية أرهقت العاصمة طرابلس وأسهمت في الانسداد السياسي”، داعياً إلى العودة لنظام المحافظات الذي كان معمولاً به قبل عام 1969، ويرى الكوني أن هذا النظام قد يسهم في الحد من النزاعات على السلطة ويعزز العدالة في توزيع الموارد بين المناطق الليبية المختلفة.
من جهته، أكد الفريق صلاح الدين النمروش خلال الاجتماع “جاهزية القوات التابعة للمنطقة العسكرية بالساحل الغربي، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، لتأمين الانتخابات البلدية وضمان إجرائها بسلاسة”.
وأشار النمروش إلى أهمية الانتخابات المحلية في تعزيز الحكم المحلي وتحقيق الاستقرار، معتبراً أنها خطوة أساسية نحو بناء مؤسسات قادرة على إدارة الشؤون المحلية بشكل فعال.
وتأتي هذه التطورات في إطار الجهود المستمرة لإيجاد حلول سياسية وإدارية للأزمة الليبية، التي تشهد انقسامات سياسية وأمنية منذ سنوات.
ويبدو أن اقتراح نظام المحافظات يهدف إلى تخفيف الضغط عن الحكومة المركزية، وتوزيع الصلاحيات بشكل أكثر عدالة بين المناطق، مما قد يسهم في تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المتوازنة في مختلف أنحاء ليبيا.
ليبيا.. خلافات متصاعدة وسط تحركات دبلوماسية وأمنية مع تركيا