في خطوة تُعدّ تطوراً إيجابياً في مسار المصالحة الوطنية، أعلنت مجتمعات الطوارق من إدنان، والإمغاد، والإيداكساك عن توقيع ميثاق مشترك يعكس التزامها بوحدة وسيادة دولة مالي.
وجاء ذلك خلال اجتماع رفيع المستوى احتضنته العاصمة باماكو، يوم الأحد، تحت إشراف وزارة المصالحة الوطنية والسلام والتماسك الوطني، وقد حضر اللقاء كبار ممثلي المجتمعات الثلاث، إلى جانب مسؤولين من الحكومة.
وأسفر عن توقيع بيان مشترك أكدت فيه الأطراف التزامها الصريح بدعم عملية السلام الوطنية، وتعزيز التماسك الاجتماعي، والتعاون مع السلطات المالية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
ووفقاً للبيان، الذي وقّعه كل من أحمد آغ بويا ممثل مجتمع الإدنان، وموسى آغ أشاراتومان عن مجتمع الإيداكساك، والحاجي غامو ممثلاً عن المجلس الأعلى للإمغاد وحلفائهم، فقد تضمن الاتفاق عدداً من البنود الأساسية.
ومن أبرز البنود: دعم المسار الوطني للمصالحة الذي تشرف عليه وزارة المصالحة الوطنية والسلام والتماسك الوطني، تعزيز التماسك الاجتماعي بين المجتمعات الثلاث ومع باقي مكونات الشعب المالي، الدفاع عن سيادة مالي ووحدة أراضيها، وصون هويتها الوطنية والدينية، التعاون مع الدولة لتيسير عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية، ودعم جهود السلطات العليا بقيادة رئيس المرحلة الانتقالية، الجنرال أسيمي غويتا، في مجالات التنمية والأمن ومكافحة الجماعات الإرهابية.
واعتبر القادة أن توقيع هذا الميثاق يمثّل مساهمة فعلية في ترسيخ قواعد السلام، ورغبة صادقة في تجاوز الخلافات القديمة وبناء مستقبل مشترك.
كما دعوا جميع القوى الوطنية إلى السير في ذات المسار، مشددين على أن السلام والاستقرار هما الأساس لتحقيق التنمية ورفاهية الشمال المالي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه مالي تحديات كبيرة على المستوى الأمني والاقتصادي، وتسعى السلطات إلى توسيع دائرة المصالحة الوطنية وتعزيز التعايش بين مكوناتها، ويُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه خطوة عملية ومبشّرة في اتجاه استقرار دائم، خاصة في مناطق الشمال التي عانت لسنوات من النزاعات المسلحة والتوترات المجتمعية.
مالي تتهم الجزائر بدعم مجموعات مسلحة وتصعيد التوتر