Samer 
طائرة شحن عسكرية أمريكية من طراز لوكهيد مارتن C-130J هركيوليز هبطت اليوم، في القاعدة العسكرية بمدينة مصراتة، وفق ما أكدته مصادر محلية ليبية.
وأضافت المصادر أن الطائرة غادرت القاعدة بعد فترة وجيزة إلى وجهة غير معلومة، دون الكشف عن طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها.
وتأتي هذه التحركات الجوية بالتزامن مع تقارير إعلامية ودولية تفيد بأن الولايات المتحدة بدأت في تنفيذ عمليات ترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى ليبيا، لأول مرة، وذلك بإشراف مباشر من الجيش الأمريكي، في خطوة وُصفت بـ”غير المسبوقة”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي قوله إن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت قد درست منذ أسابيع إمكانية ترحيل مهاجرين من أراضيها إلى دول أخرى، من بينها ليبيا، وأشار إلى أن أول رحلة ترحيل من هذا النوع “قد تغادر اليوم الأربعاء”، لكنه حذر من أن “الخطط قد تتغير في اللحظة الأخيرة”.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن تبحث مع عدد من الدول، بينها السلفادور، إمكانية استقبال مهاجرين غير نظاميين من دول ثالثة، في إطار ما وصفه بسياسة ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير القانونية.
كما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية أن الإدارة الأمريكية ناقشت خيارات ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا، خاصة أولئك الذين لديهم سجلات إجرامية، في محاولة للحد من تزايد أعداد المهاجرين داخل الولايات المتحدة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان.
ويُتوقع أن تواجه هذه الخطوة تحديات قانونية، خاصة في ضوء قرار قضائي فدرالي صدر مؤخراً، منع مؤقتاً الإدارة الأمريكية من ترحيل مهاجرين إلى دول ثالثة دون إشعارهم المسبق ومنحهم فرصة للطعن في القرار.
وفي ليبيا، أثارت هذه التقارير موجة استنكار وتحفّظ، وعلّق رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي طلال الميهوب، مؤكداً أن اللجنة لا علم لها بهذا الملف ولم تُستشر في أي اتفاق يخص ترحيل مهاجرين إلى ليبيا.
وقال الميهوب، في تصريح صحفي، إن “لجنة الدفاع ترفض بشكل قاطع تحويل ليبيا إلى معتقل دولي أو محطة لترحيل المهاجرين قسراً من أي دولة كانت”، مشدداً على أن “بلادنا ليست مكباً لمشكلات العالم، ولسنا طرفاً في أي اتفاقيات من هذا النوع”.
وأضاف: “نتابع هذا الملف بدقة، وإذا تبيّن صحة ما نُشر، سيكون لدينا موقف واضح وصارم يُعبّر عن السيادة الوطنية ورفض أي محاولات للمساس بها”.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل الدولي حول سياسات ترحيل المهاجرين إلى دول تعاني من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، مثل ليبيا، خاصة مع المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها المرحلون، في ظل غياب الضمانات القانونية والحقوقية.
ليبيا.. تسريب جديد في “النهر الصناعي” بين أجدابيا وبنغازي