في تطور خطير لأساليب الاتجار بالبشر، بدأت شبكات الدعارة التركية بإعادة تنظيم صفوفها عبر الفضاء الرقمي، متخذة من منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “تيك توك”، ساحة رئيسية لاستقطاب شابات مغربيات.
وكشفت صحيفة “الصباح”، عن تحول نوعي في نشاط هذه الشبكات، التي باتت تعتمد على إعلانات مموهة يتم تداولها عبر حسابات وهمية أو شخصية.
وتعرض هذه الإعلانات ما يبدو في الظاهر فرص عمل محترمة في مجال “الترفيه الليلي”، مصحوبة بوعود بالأجور المرتفعة، والإقامة الفاخرة، وتكفل كامل بمصاريف السفر، ما يمنح الطُعم طابعاً احترافياً ومطمئناً للضحايا، لتنقلب حياتهن سريعاً إلى كابوس من العبودية والعنف.
وحالما تصل الشابات إلى الأراضي التركية، يبدأ الوجه الحقيقي لهذه العمليات في الانكشاف، إذ يتم تجريدهن من جوازات السفر، واحتجازهن داخل شقق مراقبة، وتُفرض عليهن ظروف قسرية للعمل داخل ملاه ليلية، يتعرضن خلالها للإذلال، والعنف، والابتزاز، تحت التهديد وباستخدام ديون وهمية تُقدّم لهن كتكاليف إقامة وسفر، تجعل من فكرة العودة إلى الوطن شبه مستحيلة.
ووثقت الصحيفة شهادات صادمة لعدد من الضحايا المغربيات، كشفت عن حجم المعاناة النفسية والجسدية التي يتعرضن لها، إضافة إلى العنصرية والإهانات اليومية التي تعمّق جراحهن.
وأكدت الضحايا أن الشبكات تحتفظ بهن في عزلة شبه تامة، مع غياب أي تواصل مع العالم الخارجي، وحرمان تام من أوراق الهوية أو وسائل الاستغاثة.
ويأتي هذا التمدد الرقمي في أعقاب الضربات الأمنية التي وُجهت خلال الأشهر الأخيرة إلى شبكات الاتجار بالبشر، ما دفعها إلى تغيير استراتيجياتها ونقل أنشطتها إلى فضاءات الإنترنت الأكثر تعقيداً في المراقبة، حيث يصعب التتبع، وتزداد قدرة هذه العصابات على التضليل، والخطير في الأمر، كما توضح الصحيفة، هو استعانة هذه الشبكات بواجهات مغربية تبدو موثوقة لجذب الضحايا، مستغلة حاجتهن للفرص والثقة الزائفة.
ومن جهتها، دقت جمعيات نسائية مغربية ناقوس الخطر، مطالبة بتدخل عاجل من السلطات لحماية الفتيات من الوقوع ضحية لهذه الحملات الإجرامية المنظمة.
ودعت الجمعيات إلى إطلاق حملات توعية رقمية قوية، وتشديد الرقابة على المحتوى المضلل في منصات التواصل، مع تفعيل آليات التبليغ والتعاون مع المنصات الرقمية لملاحقة الحسابات المشبوهة.
كما ناشدت الجهات الرسمية بضرورة تعزيز التعاون الدولي، خاصة مع السلطات التركية، لتفكيك هذه الشبكات العابرة للحدود، وإنقاذ الضحايا العالقات في قبضة الاستغلال، قبل أن تتسع رقعة الأذى وتتحول إلى أزمة إنسانية صامتة.
البحرية المغربية تعلن إحباط عملية قرصنة لسفينة قبالة سواحلها