14 مايو 2025

وصل الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو إلى روسيا في يونيو 2024 لتعزيز العلاقات الثنائية، واستعرض التعاون التاريخي الذي شمل تدريب كوادر كونغولية ومشاريع زراعية ونفطية، وشدد على أهمية الحفاظ على القيم الثقافية الإفريقية.

في يونيو 2024، قام رئيس جمهورية الكونغو ديني ساسو نغيسو بزيارة رسمية إلى روسيا للمشاركة في مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتأتي هذه الزيارة كسادسة للرئيس الكونغولي إلى روسيا الحديثة، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكان ساسو نغيسو قد شغل مناصب رفيعة في جمهورية الكونغو الشعبية، بدءاً من وزير الدفاع وصولاً إلى منصب رئيس الجمهورية.

كما زار الاتحاد السوفييتي سابقاً خلال فترة حكم ليونيد بريجنيف، مما يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

وفي تصريح صحفي حول تأثير التعاون مع الاتحاد السوفييتي على الكونغو، استذكر الرئيس ساسو نغيسو العلاقات الدبلوماسية التي أُقيمت بين البلدين في 16 مارس 1964، مشيراً إلى زياراته المتعددة للاتحاد السوفييتي بصفته عضواً في الجيش ووزيراً للدفاع ثم رئيساً للدولة.

وأوضح أن الاتحاد السوفييتي ساهم في تدريب أكثر من ألف من القادة والمتخصصين الكونغوليين، سواء في المجالات المدنية أو العسكرية، كما تم تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الاقتصاد والزراعة والسياحة، حيث شيد السوفييت فندق “الفضاء” في برازافيل، بالإضافة إلى مستشفى بلانش جوميز للأم والطفل.

وأضاف أن التعاون العسكري والأمني كان أحد الركائز الأساسية، حيث تم تجهيز قوات الشرطة الكونغولية بدعم سوفييتي، كما لعبت الكونغو دوراً في دعم حركات التحرر الإفريقية، لا سيما الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، التي اتخذت من برازافيل مقراً لها.

وعن التطورات الحالية في العلاقات مع روسيا، أشار الرئيس الكونغولي إلى تعزيز التعاون في قطاع النفط، حيث تشارك شركات روسية في استكشاف وإنتاجه، كما يجري العمل على مشروع كبير لبناء خط أنابيب نفط بين بوانت-نوار وبرازافيل.

وأكد أن بلاده تتطلع إلى توسيع التعاون في مجالات الزراعة وتدريب الكوادر، معتبراً أن العلاقات الثنائية تشهد زخماً متصاعداً كاستمرار للتعاون التاريخي مع الاتحاد السوفييتي.

وبمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء على النازية، أعرب الرئيس ساسو نغيسو عن اعتزازه بهذه المناسبة، مشيراً إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها الاتحاد السوفييتي، حيث سقط أكثر من 26 مليون شخص بين مدنيين وعسكريين.

وأكد أن يوم النصر يمثل انتصاراً لقيم الحرية والسلام، معرباً عن سعادته بالمشاركة في الاحتفالات بموسكو يوم 9 مايو، كما استذكر دور الأفارقة في الحرب العالمية الثانية، حيث قاتلوا ضمن صفوف قوات الحلفاء ضد النازية.

وحول رؤيته لدور إفريقيا في النظام العالمي الجديد، شدد الرئيس الكونغولي على أن القارة لم تعد ترضى بالتبعية، بل تسعى لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى المزايا التي تتمتع بها إفريقيا، مثل الموارد الطبيعية والتركيبة السكانية الشابة، متوقعاً أن يصل عدد سكانها إلى ملياري نسمة بحلول عام 2050.

وأكد أن الوحدة بين الشعوب والحكومات الإفريقية هي السبيل لضمان مكانة عادلة في عالم متعدد الأقطاب، خالٍ من الهيمنة الأحادية.

ورداً على سؤال حول احتمال انضمام الكونغو إلى مجموعة البريكس، أعرب الرئيس عن تفاؤله، مشيراً إلى مشاركته في عدة قمم للمجموعة، ورأيه بأن توسعها يعد فرصة مهمة لإفريقيا.

وفيما يخص التحديات الثقافية، حذر الرئيس من تأثير “القيم الجديدة” التي تروجها بعض الجهات الغربية، مؤكداً أهمية الحفاظ على الهوية الإفريقية والقيم المسيحية التقليدية.

ودعا إلى تمكين الشباب الأفريقي ليكونوا فخورين بتراثهم، معتبراً أن الوعي المتزايد بين الأجيال الجديدة سيساهم في صون القيم الأفريقية الأصيلة.

وفي ختام المقابلة، سُئل الرئيس الكونغولي عن سر طاقته وحيويته رغم تقدمه في السن وضغوط المنصب، فأجاب بتواضع: “أنصح الجميع باتباع أسلوب حياة صحي، وممارسة الرياضة، لكني أفضل أن يترك الحديث عني للآخرين”.

المقاتلات الفرنسية تغادر تشاد بعد إنهاء التعاون العسكري

اقرأ المزيد