مقطع فيديو لتونسي يعتقل مهاجراً جنوب الصحراء أثار جدلاً في تونس، حيث يظهر فيه المنسق السابق للحملة الانتخابية للرئيس قيس سعيد وهو يدعي “مساعدة الأمن”، وشهد الفيديو استنكاراً واسعاً واتهامات بالعنصرية وانتهاك سيادة القانون.
أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في تونس موجة من الاستنكار والجدل، بعد أن ظهر فيه مواطن تونسي وهو يعتقل مهاجراً من دول جنوب الصحراء.
وقد تم نسب الفيديو إلى أكرم الأبيض، المنسق السابق للحملة الانتخابية للرئيس التونسي قيس سعيد في ولاية سليانة.
وفي التفاصيل، يظهر الأبيض في التسجيل المصور وهو يحتجز المهاجر الأفريقي، مدعياً أنه قام باعتقال شخصين آخرين قبل ذلك، في إطار ما وصفه بـ”مساعدته للقوات الأمنية في أداء مهامها”.
كما وجه تحذيراً باللغة الفرنسية للمهاجر قال فيه: “تونس خط أحمر”، وذلك بالتزامن مع عملية أمنية كبرى لنقل أكثر من 10 آلاف مهاجر غير نظامي إلى مقر المنظمة الدولية للهجرة استعداداً لترحيلهم.
وقد أثار هذا المشهد ردود فعل غاضبة من قبل نشطاء وشخصيات عامة، حيث علقت الإعلامية التونسية نعيمة شرميطي قائلة: “الشخص الموجود في الفيديو متهم بالاستيلاء على أراضي الدولة بعد الثورة، والآن يقوم بمطاردة مهاجرين من جنوب الصحراء”.
ودعت شرميطي النيابة العامة ووزارة الداخلية إلى “فتح تحقيق عاجل في الواقعة وتطبيق القانون بحقه”.
من جانبهم، انتقد عدد من المدونين والنشطاء الحادثة باعتبارها تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة القانون وتعكس نزعة عنصرية.
وكتب أحد المدونين: “قمة الانحطاط أن تحتقر إنساناً، نعم لتطبيق القانون على المهاجرين غير النظاميين، ولكن هناك أجهزة أمنية مكلفة بذلك، تونس ليست غابة يحكمها من تنقصهم التربية”.
بينما ذهب مدون آخر إلى وصف الواقعة بأنها “نتيجة طبيعية لغياب الدولة”، معتبراً أن “ما حدث يعكس توجه البلاد نحو الأمن الموازي وحكم المليشيات”.
وأضاف في منشوره: “عندما تغيب الدولة ويغيب الأمن، يضطر المواطن لأخذ حقه بيده. منظومة قيس سعيد تدمر الدولة وتدفع البلاد نحو الاحتراب”.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه تونس تصاعداً في حدة الخطاب حول قضية الهجرة غير النظامية، حيث تقوم السلطات بحملات أمنية مكثفة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من تنامي الممارسات العنصرية تجاه المهاجرين الأفارقة.
تصاعد التهديدات ضد البنك المركزي الليبي وسط توترات سياسية