يتصاعد الجدل في ليبيا بعد دعوة 300 شخصية سياسية وأكاديمية، من بينهم الدبيبة، لاعتماد خريطة طريق تقتصر على انتخابات برلمانية لحل الأزمة السياسية، وتأتي الدعوة وسط انقسام سياسي حاد وانتقادات حول إمكانية تنفيذها في ظل الظروف الحالية.
شهدت الساحة السياسية الليبية تطورات جديدة بعد دعوة مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء إلى اعتماد خريطة طريق تقتصر على إجراء انتخابات برلمانية كحل لأزمة الانقسام السياسي والحكومي التي تعيشها البلاد.
وجاءت هذه الدعوة ضمن بيان سياسي صدر مساء الاثنين وقعه قرابة 300 شخصية بينهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة ووزراء سابقين.
واقترح البيان أن تقتصر ولاية البرلمان الجديد على عامين يتم خلالهما استكمال المسار الدستوري عبر استفتاء على مشروع الدستور المنجز عام 2017، يليه تنظيم انتخابات عامة شاملة.
وأكد الموقعون على ضرورة تشكيل حكومة وطنية تعمل على توحيد البلاد وتحسين الأوضاع المعيشية وتهيئة المناخ للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، معتبرين أن هذا المسار يجب أن يتم “بعيداً عن المحاصصة وسطوة السلاح والمال الفاسد”.
من جانبه، أوضح محمد معزب رئيس لجنة الشؤون السياسية بالمجلس الأعلى للدولة أن صعوبة التوافق حول شروط الترشح للرئاسة واتساع الفجوة بين الأطراف السياسية يجعلان إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي غير عملي، داعياً إلى فصل المسارين الانتخابيين التشريعي والرئاسي.
يذكر أن القوانين التي أقرها البرلمان الليبي في أكتوبر 2023 تنص على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بشكل متزامن، وهو ما كان قد أثار اعتراضات من بعض الأطراف السياسية وقتها.
وفي ردود الفعل على المبادرة، اختلفت المواقف بين مؤيد ومعارض، فبينما رأى السفير حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الأسبق أن الهدف من البيان هو الضغط على اللجنة الاستشارية، انتقد سعيد ونيس عضو المجلس الأعلى للدولة المبادرة معتبراً أنها تزيد من تعقيد المشهد السياسي.
أما عضو مجلس النواب عصام الجيهاني فقد دعا إلى توسيع دائرة النقاش ليشمل جميع المقترحات، معتبراً أن الدعوة للاستفتاء على الدستور قد تساعد في حل بعض الإشكاليات السياسية، لكنه أعرب عن استغرابه من عدم اهتمام البعثة الأممية بهذا الملف خلال السنوات الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا ما زالت تعيش حالة انقسام سياسي بين حكومتين، واحدة في الغرب برئاسة الدبيبة وأخرى في الشرق برئاسة أسامة حماد وتدعمها قوات خليفة حفتر، في ظل استمرار الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
ليبيا.. اشتباكات عنيفة في الزاوية للسيطرة على مصفاة النفط