15 مايو 2025

مقام “سيدي عرفة”، مؤسس الإمارة الشابية في إفريقيا خلال القرن العاشر الهجري، تعرض إلى عملية تخريب متعمدة وحرق في ساعات متأخرة من ليلة أمس الخميس إلى اليوم الجمعة ، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط سكان مدينة القيروان التونسية.

وبحسب مصادر محلية، اقتحم مجهولون المقام الواقع في منطقة القيروان، وقاموا بإشعال النيران في أجزاء منه، ما تسبب في أضرار مادية واضحة.

وأشار شهود عيان إلى أن المكان كان يعاني من “إهمال رسمي” وغياب الحراسة الدائمة، مما سهّل عملية التخريب.

ونقلت وسائل إعلام تونسية، أن الحادثة أثارت استنكارا شعبيا واسعا، حيث يُعتبر المقام أحد الشواهد التاريخية المهمة في المنطقة، التي تحظى بمكانة دينية وسياسية في تاريخ تونس.

ولم تصدر أي جهة رسمية بيانا واضحا حول الحادثة حتى الآن، لكن نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي طالبوا بفتح تحقيق عاجل ومعاقبة المتورطين.

ويُشار إلى أن العديد من المواقع الأثرية والدينية في تونس تعاني من الإهمال وعدم الصيانة، ما يجعلها عرضة للتخريب والسرقة.

ويعد عرفة بن أحمد الشابي (توفي 1542م) أحد أبرز القادة العسكريين والعلماء في تاريخ شمال إفريقيا، حيث أسس “الإمارة الشابية” عام 1535م بعد سقوط الدولة الحفصية، وقاد مقاومة شرسة ضد الاحتلال الإسباني والعثماني، وتمكن من بسط نفوذه على مناطق واسعة شملت كامل تونس الحالية وأجزاء من الجزائر وليبيا، وفقا للمؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف في كتابه “إتحاف أهل الزمان”.

وكانت الإمارة الشابية واحدة من آخر الكيانات السياسية المستقلة في تونس قبل السيطرة العثمانية الكاملة، وقد اتخذت من القيروان عاصمة لها، نظرا لمكانتها الدينية كأول مدينة إسلامية في المغرب العربي.

 

 

تونس تستضيف البطولة العربية للأمم للكرة الطائرة الشاطئية

اقرأ المزيد