15 مايو 2025

السلطات التونسية تعتقل شخصاً يزعم امتلاك قدرات روحانية لاستدراج واغتصاب فتيات عبر “تيك توك”، بعد استغلاله لضحية جامعية تحت غطاء العلاج الروحاني، وأثارت القضية غضباً واسعاً ودعوات لتشديد العقوبات وملاحقة مدعي القدرات الخارقة.

في تطور أمني مثير، تمكنت السلطات التونسية من اعتقال شخص يدعي قدرات روحانية خارقة، بعد اتهامه باستغلال منصة “تيك توك” لاستدراج عدد من الفتيات واغتصابهن تحت ذريعة تقديم العلاج الروحاني وإزالة السحر.

وجاءت هذه الاعتقالات بعد شكوى مقدمة من طالبة جامعية تعرضت لسلسلة من الانتهاكات الجسيمة على يد المتهم.

تفاصيل القضية تكشف عن مخطط إجرامي محكم، حيث بدأ المتهم الذي يدير حساباً تحت اسم “حكيم روحاني” بجذب ضحاياه عبر تقديم وعود بعلاج مشاكلهن النفسية والعائلية عن طريق الرقية الشرعية.

إحدى الضحايا، وهي طالبة جامعية كانت تعاني من أزمة نفسية حادة بعد وفاة والدها، وقعت في شباك هذا الاحتيال.

وتدرجت علاقة المتهم بالضحية من جلسات علاج عن بُعد إلى لقاءات شخصية استغل خلالها وضعها النفسي الهش لارتكاب جريمة الاغتصاب، كما أوهمها بعلاقة زواج أدت إلى حمل غير مرغوب فيه.

الأكثر إثارة للصدمة أن المتهم لم يكتفِ بذلك، بل لجأ إلى تسجيل مقاطع فيديو خاصة بالضحية واستخدمها كأداة للتهديد والابتزاز، وهي نفس الأساليب التي اتبعها مع ضحايا أخريات وفقاً للتحقيقات الأولية.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في تونس، حيث سبق أن هزت الرأي العام قضية مماثلة عام 2022، تم فيها اعتقال شخص آخر ادعى العلاج الروحاني واستغل مئات النساء تحت ذريعة علاجهن من السحر وتأخر الإنجاب.

غياب تشريعات واضحة تجرم السحر والشعوذة في تونس يشكل تحدياً قانونياً كبيراً في مواجهة مثل هذه الجرائم، حيث يعتمد القضاء على مواد قانونية عامة تتعلق بالاحتيال والاعتداءات الجنسية لمحاكمة المتهمين، رغم الانتشار الواسع لهذه الممارسات في المجتمع التونسي.

القضية أثارت عاصفة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر المواطنون عن استيائهم من استمرار مثل هذه الجرائم، بينما دعا نشطاء إلى تشديد العقوبات وملء الفراغ التشريعي.

من جهتها، تؤكد السلطات الأمنية أن التحقيقات مستمرة للكشف عن المزيد من الضحايا، كما أن المتهم سيواجه تهماً متعددة تشمل الاغتصاب والابتزاز.

في هذا السياق، تطلق الجهات المعنية حملات توعوية تحذر من مخاطر الثقة في مدعي القدرات الخارقة، وتشدد على ضرورة اللجوء إلى المختصين المعتمدين عند الحاجة إلى مساعدة نفسية أو علاجية، كما تحث المواطنين على الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشبوهة.

ابتكار تونسي.. كرسي متحرك يتحكم به الدماغ والصوت

اقرأ المزيد