قناة “C14” العبرية نشرت تقريرا يسلط الضوء على ما وصفته بـ “التمدد الإيراني الخفي في القارة الإفريقية” عبر دعم حركة حماس، مشيرة إلى تحوّل ليبيا والسودان إلى محطات مركزية في شبكة تهريب السلاح إلى قطاع غزة، بمشاركة من أطراف داخل مصر.
وبحسب التقرير، فإن ليبيا، الدولة الغارقة في الانقسام والفوضى منذ سنوات، تجاوزت دورها السابق كمجرد ممرّ للهجرة غير النظامية، لتصبح ـوفق وصف القناة “منصة عملياتية لحماس” ومركزا ناشئا لنفوذ إيران جنوب المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن عناصر تابعة للحركة أعادت تنظيم صفوفها داخل ليبيا، وشرعت في استخدام أراضيها كنقطة انطلاق لنشاطات متعددة تشمل التخطيط لهجمات خارجية، وتجنيد شبكات دعم، وتنفيذ عمليات تهريب معقدة للأسلحة.
وتضيف القناة العبرية أن السودان يلعب دورا تكميليا بالغ الأهمية، إذ تستخدمه حماس كطريق بري لنقل العتاد العسكري باتجاه غزة.
وتتم عمليات التهريب بحسب الادعاءات الإسرائيلية عبر الحدود السودانية–المصرية، بدعم من خلايا موالية لإيران يقال إنها تعمل ضمن “أنظمة ظل” تنشط في الدولتين دون رقابة مركزية واضحة.
ويبرز التقرير أيضا ما وصفه بـ”العقبة الاستراتيجية” المتمثلة بمحور فيلادلفيا، الذي لا تزال إسرائيل تفرض فيه وجودًا عسكريًا مؤثرًا، ما يعيق تدفق الأسلحة إلى غزة، بالرغم من المحاولات المتكررة لتجاوزه بوسائل مختلفة.
وتستند القناة في روايتها إلى “مصادر استخباراتية” لم تسمّها، تشير إلى تدفق متزايد لشحنات السلاح الإيرانية نحو إفريقيا، تشمل صواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيّرة ومعدات متقدمة للاتصالات والمراقبة، ويُعتقد أن جزءًا منها يُعاد توجيهه نحو التنظيمات المتحالفة مع إيران، وعلى رأسها حماس.
وينتهي التقرير بتحذير ضمني من أن التركيز الإقليمي والدولي على بؤر الصراع التقليدية في الشرق الأوسط، مثل غزة واليمن وسوريا ولبنان، قد يسمح لإيران ببناء قاعدة نفوذ غير مرئية في العمق الإفريقي، يُخشى أن تكون ركيزة لتحولات مستقبلية في موازين القوة الإقليمية.
ويأتي هذا التقرير ضمن حملة إعلامية إسرائيلية تهدف إلى تسليط الضوء على ما تعتبره “تهديدا استراتيجيا متعدد الأبعاد”، حيث يُدمج فيه الأمن الإقليمي بالتحولات الجيوسياسية في إفريقيا.
ليبيا ومأزق السفارات: لماذا يجب تقليص البعثات الدبلوماسية؟