شبكة “CNN” الأمريكية، كشفت نقلاً عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أجرت مناقشات مع كل من ليبيا ورواندا حول إمكانية ترحيل مهاجرين من الولايات المتحدة، لا سيما من لديهم سوابق جنائية.
وبحسب الشبكة، فإن هذه المقترحات تمثل تصعيداً كبيراً في سياسة الإدارة المتعلقة بالهجرة، ضمن مساع مستمرة لإبعاد المهاجرين واحتواء أزمة طلبات اللجوء، حتى لو تطلب الأمر إرسالهم إلى دول بعيدة ولديها تاريخ مثير للجدل في التعامل مع حقوق الإنسان.
وأوضحت أن الإدارة بحثت توقيع اتفاقية مع ليبيا تُعرف بـ”الدولة الثالثة الآمنة”، تتيح لواشنطن إرسال طالبي اللجوء الذين تم توقيفهم على حدود الولايات المتحدة إلى ليبيا، رغم المخاوف الحقوقية الكبيرة المتعلقة بالأوضاع في هذا البلد.
وتشير المصادر إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية بحثت في هذا السياق مع مسؤولين ليبيين، كانوا في زيارة لواشنطن هذا الأسبوع، إمكانية توقيع اتفاق بهذا الشأن، رغم التحفظات الحقوقية الكبيرة المتعلقة بالأوضاع في ليبيا، ووصفتها “CNN” بأنها “بلد ذو سجل مثير للجدل في مجال حقوق الإنسان”.
ورغم عدم التوصل إلى اتفاق رسمي حتى الآن، لم تُحدّد الجنسيات المستهدفة بهذه السياسة، إلا أن المصادر رجّحت أن تشمل الأفراد الذين أتموا فترات محكوميتهم، مع استمرار إقامتهم غير الشرعية في الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، تجري مفاوضات مماثلة مع رواندا، حيث أبدت الأخيرة موافقة مبدئية على استقبال هؤلاء الأفراد، مع تقديم دعم اجتماعي ومادي لهم، بما يشمل مساعدات توظيف ودمج مجتمعي، دون احتجازهم.
وذكّرت “CNN” أن رواندا سبق أن وقعت اتفاقاً مشابهاً مع المملكة المتحدة عام 2022، لترحيل طالبي لجوء، لكن الاتفاق أُلغي لاحقاً بعد وصول رئيس الوزراء كير ستارمر إلى الحكم واعتباره الخطة “مجرد حيلة سياسية”.
ومن المتوقع أن تواجه هذه المقترحات معوقات قانونية في الولايات المتحدة، خاصة في ظل أحكام قضائية فيدرالية تمنع ترحيل مهاجرين إلى دول ليست بلدانهم الأصلية دون إشعار مسبق وإتاحة فرصة للطعن.
ووفق “CNN”، فقد تلوّح إدارة ترامب باستخدام أوراق ضغط دبلوماسي، من بينها التهديد بتشديد قيود التأشيرات، خصوصاً مع استمرار إدراج ليبيا في قوائم حظر السفر السابقة.
إصابات أطفال في ليبيا بسبب مسدسات الخرز