15 مايو 2025

موجة من الاغتيالات طالت شخصيات بارزة في طرابلس، أبرزها العميد علي الرياني، تعكس تدهور الوضع الأمني بالعاصمة الليبية، حيث يحذر المحللون من تكرار سيناريو بنغازي الدامي ويدعون لاتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق الاستقرار.

تشهد العاصمة الليبية طرابلس موجة خطيرة من عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصيات عسكرية وأمنية وسياسية بارزة، في مؤشر صارخ على تدهور الوضع الأمني وانهيار سيطرة الدولة على التشكيلات المسلحة المنتشرة في شوارع العاصمة.

في التطور الأخير، أعلنت مصادر أمنية عن اغتيال العميد علي الرياني، ضابط هندسة الصواريخ بالجيش الليبي، صباح يوم الأحد الماضي، ليضاف اسمه إلى قائمة متزايدة من الضحايا شملت عبد المجيد المليقطة والوزير عادل جمعة وآخرين من الشخصيات البارزة.

المحلل السياسي الليبي نصرالله السعيطي حذر من أن هذه الأحداث الخطيرة تذكر بالأجواء التي سادت مدينة بنغازي خلال فترة سيطرة الجماعات المتطرفة، مشيراً إلى أن استهداف العناصر العسكرية والشرطية بشكل متكرر يكشف عن غياب تام للسطة الأمنية الفعلية في العاصمة، وعجز الأجهزة الرسمية عن فرض النظام والقبض على المشتبه بهم.

من جهته، أكد المحلل السياسي معتصم الشاعري أن الوضع الأمني في طرابلس يعيش تدهوراً مستمراً، موضحاً أن تداعيات هذه الاغتيالات تتجاوز الجانب الأمني والسياسي لتطال النسيج الاجتماعي بأكمله.

وأشار إلى أن استمرار هذه الظاهرة يؤدي إلى تفاقم التوترات المجتمعية، ويهز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، ويعزز مشاعر انعدام الأمان، مما قد يدفع بالبعض إلى البحث عن حماية خارج إطار الدولة، وهو ما يزيد من حدة الانقسامات الداخلية.

ويرى الخبراء أن جذور الأزمة تعود إلى عدة عوامل أساسية، أبرزها انتشار الفوضى الأمنية وانتشار الأسلحة بشكل غير منضبط، وتعدد التشكيلات المسلحة التي يتبع بعضها أجندات خارجية، وضعف السيطرة على هذه المجموعات التي ترفض الخضوع لسلطة القانون أو للتراتبية العسكرية الرسمية، إضافة إلى تجاهل خطير لتدخلات الاستخبارات الأجنبية في الشؤون الليبية.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يعبر المحللون عن مخاوف جدية من إمكانية تكرار سيناريو بنغازي الدامي في العاصمة طرابلس، خاصة مع استمرار بعض الأطراف في خلق بؤر التوتر للحفاظ على نفوذها، مما يعرقل المسار السياسي ويؤخر إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة، ويرسل رسائل سلبية للمجتمع الدولي عن استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.

وفي محاولة لمواجهة هذا التدهور الخطير، يطالب الخبراء والمحللون باتخاذ إجراءات عاجلة تشمل توحيد جميع الأجهزة العسكرية والأمنية تحت سلطة الدولة المركزية، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد كل من يهدد الأمن والاستقرار، ووضع خطة أمنية شاملة للتعامل مع التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، مع ضرورة التصدي للتدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية، وتعزيز سيطرة الدولة على العاصمة وضبط الأمن فيها.

هذه التطورات تأتي في سياق الأزمة السياسية والأمنية المستمرة في ليبيا منذ سنوات، والتي شهدت صراعاً بين حكومتين متنافستين وتعدداً في التشكيلات المسلحة، وسط مخاوف متزايدة من تحول العاصمة طرابلس إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وصراعات النفوذ، مما يهدد بإطالة أمد الأزمة وتعقيد تحقيق الاستقرار المنشود في البلاد.

السفير الروسي في ليبيا يزور درنة في الذكرى السنوية الأولى لكارثة الفيضانات (صور)

اقرأ المزيد