الساحة التشادية تشهد تطورات جديدة بعد تسريب معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف عن مزاعم بوجود دعم محتمل من أوكرانيا لحركة متمردة في البلاد.
ووفقاً للتحقيقات الجارية، تم توقيف شخص يُدعى أحمد عبدالله أحمد، يشتبه في أنه العقل المدبر لشبكة تنشط بين تشاد والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، كان يدير وكالة سفر في العاصمة إنجامينا، والتي كانت تستخدم كغطاء لعملية احتيال واسعة النطاق.
وأثناء عملية توقيف أحمد، تم العثور بحوزته على 105 جوازات سفر مزورة، تمثل دولاً متعددة، بالإضافة إلى أكثر من 125 مليون فرنك إفريقي، أسلحة، بطاقات مصرفية، وجهاز تسجيل متطور.
كما أظهرت وسائل رقمية كان يمتلكها بيانات حساسة تضمنت صوراً لرجال بيض وقائمة تحتوي على 21 اسماً، يعتقد أن بعضهم ينتمون إلى الجيش الأوكراني، وفقاً لتحليلات تقارير إعلامية تشادية.
وجاءت هذه الصور في يناير 2025، ما أثار تساؤلات حول دخول هؤلاء الأفراد إلى تشاد باستخدام وثائق مزورة.
وعلى الرغم من عدم تأكيد رسمي، فقد أشار بعض المحللين إلى احتمال تقديم أوكرانيا تدريباً مكثفاً ودعماً فنياً لحركة “فاكت” المتمردة في تشاد، التي كان لها دور بارز في اغتيال الرئيس التشادي الأسبق إدريس ديبي في عام 2021، وقد أبدت استعداداً لتنفيذ هجوم جديد ضد النظام الحاكم في تشاد في الأسابيع المقبلة.
وقد ربط بعض الخبراء هذا التواجد الأوكراني بالظروف الجيوسياسية التي تمر بها أوكرانيا، حيث يرى البعض أن تحركاتها في تشاد قد تكون جزءاً من خطة باريس التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، خصوصاً بعد تراجع نفوذها في منطقة الساحل.
ويُتوقع أن تكون تلك التحركات جزءاً من سياسة أوسع لاستعادة بعض النفوذ في إفريقيا، خاصة بعد استبعاد أوكرانيا من المفاوضات الإقليمية الهامة.
ويرى المحللون أن توقيت العمليات العسكرية في تشاد يتزامن مع فصل الربيع، الذي يُعد توقيتاً استراتيجياً لشن الهجمات، إذ يسبق موسم الأمطار الذي يجعل تنفيذ الهجمات البرية أكثر صعوبة، كما أشاروا إلى أن التدريب العسكري الأوكراني في تشاد قد يزود حركة “فاكت” بقدرات قتالية متقدمة.
وفي وقت لاحق، أكدت الأجهزة الأمنية في تشاد أنها تواصل التحقيقات للكشف عن تفاصيل أكبر حول مزاعم تورط الأوكرانيين في دعم المتمردين، وبالتوازي مع هذه التحقيقات، دعت بعض الحكومات، بما في ذلك حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى، إلى اتخاذ إجراءات ضد هذا التواجد الأوكراني، في وقت تزايدت فيه المظاهرات في بعض المدن الإفريقية احتجاجاً على الوجود العسكري الأوكراني في المنطقة.
يذكر أن تشاد تعيش أوضاعاً صعبة على عدة جبهات، فإلى جانب تهديدات المتمردين في الشمال، تواجه البلاد أزمة لاجئين سودانيين، وانتشار جماعات متطرفة في مناطق محيطية مثل بحيرة تشاد، كما أنه بعد انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية في الأشهر الأخيرة، تبقى المنطقة في حالة من الفراغ الأمني، مما يهدد استقرار البلاد.
وتمثل هذه التطورات نقطة تحول في العلاقات الإقليمية داخل منطقة الساحل، وقد تعكس أيضاً صراعاً جيوسياسياً أكبر يتجاوز الصراع الداخلي في تشاد.
حميدتي يدعو مجلس الأمن لتعليق عضوية السودان بالأمم المتحدة