خبراء ينبهون لأثر الخطاب الإعلامي غير المحايد في تصاعد العنف الرياضي بالجزائر، مع دعوات لتوظيف محللين محايدين وسط أحداث عنف حديثة، شملت مباريات مولودية الجزائر وفرق أخرى.
شهدت الساحة الرياضية الجزائرية في الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في أعمال العنف المصاحبة للمباريات، ما دفع خبراء إعلام واتصال إلى دق ناقوس الخطر حول تأثير الخطاب الإعلامي غير المحايد في تأجيج هذه الأحداث.
وأكد الأستاذ مصطفى حاجي، المتخصص في علوم الإعلام والاتصال، أن الخطاب الرياضي المقدم عبر القنوات التلفزيونية يفتقر إلى الدراسة والموضوعية، مشيراً إلى أن العديد من المحللين الرياضيين يعبرون عن تحيزات واضحة لفريق معين بسبب انتمائهم السابق له كلاعبين.
وأوضح حاجي أن الحل الأمثل يكمن في الاعتماد على محللين متخصصين أو إعلاميين يتمتعون بخبرة مهنية وقدرة على تقديم محتوى محايد.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب سلسلة أحداث دامية شهدتها الملاعب الجزائرية مؤخراً، حيث شهدت مباراة مولودية الجزائر واتحاد بسكرة أعمال عنف أدت إلى تدمير حافلات الأنصار وحريقها، كما أسفرت الحوادث عن وفاة أحد المشجعين.
وأصدر نادي المولودية بياناً أدان فيه هذه الأحداث وطالب بفتح تحقيق عاجل.
ولم تقتصر أعمال العنف على هذه المباراة فقط، فقد شهدت مواجهة اتحاد خنشلة وبارادو مشاجرات عنيفة في النفق المؤدي للملعب بين اللاعبين والمسؤولين، تعرض خلالها حارس مرمى بارادو لإصابة في الوجه.
كما شهدت مباراة شبيبة قسنطينة واتحاد الجزائر أعمال شغب بين الجماهير.
ورداً على هذه التطورات، اتخذت السلطات الجزائرية سلسلة من الإجراءات الوقائية، أبرزها منع تنقل المشجعين بدءاً من الجولة الرابعة والعشرين وحتى نهاية الموسم الرياضي.
من جهة أخرى، وجهت السلطات اتهامات واضحة لوسائل الإعلام بدورها في تأجيج العنف، حيث فرضت سلطة ضبط السمعي البصري عقوبات على قناتي “الهداف الرياضية” و”النهار” بسبب ما وصفته بانتهاكات لمبدأ الحياد والموضوعية في برامجها الرياضية.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور العيد زغلامي، الأستاذ في العلوم السياسية، إلى أن الخطاب الإعلامي الرياضي في الجزائر يعاني من “سوقية واضحة وافتقار للقيم الإخبارية الأساسية”، معتبراً أن المشكلة تكمن في غياب الخلفية الأكاديمية والمهنية لدى العديد من مقدمي البرامج الرياضية.
وأضاف زغلامي أن الاعتماد على اللاعبين السابقين في التحليل يعد خياراً خاطئاً بسبب افتقار الكثير منهم للمهنية المطلوبة، مشيراً إلى أن التركيز المبالغ فيه على البرامج الرياضية مقابل البرامج الثقافية والترفيهية الأخرى يعود لأسباب تجارية بحتة تهدف لزيادة نسب المشاهدة وجذب المعلنين.
وفي خضم هذه الأجواء المتوترة، دعا الخبراء إلى ضرورة فرض عقوبات أكثر صرامة على الخطاب الإعلامي غير المسؤول، مؤكدين أن الآثار السلبية للتحريض الإعلامي قد تكون بالغة الخطورة على السلم الاجتماعي.
القمة الإفريقية.. موقف صارم تجاه العدوان على غزة