بوركينا فاسو تتجه لتأميم المزيد من المناجم وتخطط لإنشاء احتياطي وطني للذهب لتعزيز الاقتصاد المحلي، بينما تتعاون مع مستثمرين أجانب بشروط تضمن مصالحها الوطنية.
أعلن رئيس حكومة بوركينا فاسو، جان إيمانويل أويدراوغو، أن بلاده تعتزم تأميم المزيد من المناجم الصناعية المملوكة لشركات أجنبية، في إطار سعي الدولة الواقعة في غرب إفريقيا لزيادة حصتها من عوائد مواردها الطبيعية.
وجاء هذا الإعلان خلال خطاب بثه التلفزيون الوطني مساء يوم الاثنين، حيث أكد أويدراوغو أن الحكومة تعمل على توسيع نطاق سيطرتها على قطاع التعدين، وذلك بعد أن استحوذت شركة التعدين الحكومية الجديدة (SOPAMIB) على منجمي “بونغو” و”واهجنيون” الذهبيين من شركة “Endeavour Mining” البريطانية العام الماضي.
وأضاف رئيس الوزراء: “إن شركة سوباميب قد استعادت بالفعل منجمين صناعيين، وهذه العملية ستستمر”، مشيراً إلى أن مبادرات التعدين التي تقودها الدولة حققت نجاحاً ملحوظاً، حيث جمعت الشركة الوطنية للمواد الثمينة أكثر من 8 أطنان من الذهب في عام 2024، و11 طناً إضافياً خلال الربع الأول من العام الجاري.
كشف أويدراوغو عن خطة حكومية لإنشاء أول احتياطي وطني للذهب في تاريخ البلاد، قائلاً: “يجب أن تعود فوائد التعدين على شعب بوركينا فاسو، وليس فقط العواقب السلبية التي يعاني منها”.
وتأتي هذه الخطط ضمن إصلاحات شاملة لقطاع التعدين، بعد أن قامت الحكومة العام الماضي بمراجعة قانون التعدين، على غرار ما فعلته جارتاها مالي والنيجر.
وتهدف هذه الإصلاحات إلى زيادة عائدات البلاد من الذهب، الذي يُعد أحد أهم مواردها، حيث أنتجت بوركينا فاسو أكثر من 57 طناً من الذهب في عام 2023.
أثارت هذه الإصلاحات مخاوف المستثمرين الأجانب، لكن الحكومة البوركينابية ترى أنها ضرورية لتحقيق عدالة أكبر في توزيع ثروات البلاد، ولإنعاش الاقتصاد المتضرر من تدهور الأوضاع الأمنية.
ويُعطي قانون التعدين الجديد أولوية للخبرات المحلية والموردين الوطنيين، كجزء من استراتيجية أوسع أطلقت عليها الحكومة اسم “ثورة في إدارة الثروات المعدنية”.
وفي إطار هذه السياسة، منحت بوركينا فاسو الأسبوع الماضي ترخيصاً لشركة التعدين الروسية “نوردجولد” لتشغيل منجم ذهب صناعي في منطقة “كورويوغو” بمقاطعة بلاتو الوسطى، مما يشير إلى أن البلاد لا تزال ترحب بالاستثمار الأجنبي، ولكن بشروط تخدم مصالحها الوطنية أولاً.
الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو: يمكن نشر القوات الروسية لمحاربة الجهاديين في بلادنا