في تصعيد خطير يعكس اتساع رقعة التهديدات الأمنية في غرب إفريقيا، أعلنت مصادر عسكرية في بنين مقتل 8 جنود وإصابة 13 آخرين، في هجوم دموي استهدف مواقع للجيش عند المثلث الحدودي المشترك مع بوركينا فاسو والنيجر، في منطقة تعرف باسم “النقطة الثلاثية”.
واستهدفت الهجمات موقعين عسكريين داخل متنزه “دبليو الوطني”، الواقع في منطقة نائية بشمال البلاد، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة مركزا متزايدا لنشاط الجماعات المتشددة المرتبطة بـ”داعش” وتنظيم “القاعدة”.
وأفادت التقارير بمقتل 11 مسلحا خلال الاشتباكات التي اندلعت عقب الهجوم، وأكدت وكالة “فرانس برس” أن الهجوم وقع أول أمس الخميس، مشيرة إلى أن المسلحين باغتوا قوات من عملية “ميرادور” الأمنية، والتي أطلقتها بنين في يناير 2022 لتأمين حدودها الشمالية، بمشاركة آلاف الجنود.
وتمركزت القوات المستهدفة في منطقتي “شلالات كودو” و”النقطة الثلاثية”، وهما من أبرز النقاط الساخنة في التماس الحدودي الثلاثي.
وصرح أحد المسؤولين العسكريين: “تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينما تواصل وحدات الجيش عمليات التمشيط لملاحقة فلول المهاجمين وضمان تأمين المنطقة”.
ويأتي هذا الهجوم ليؤكد التحديات المتزايدة التي تواجهها بنين في صد التمدد الجهادي من جيرانها الشماليين، حيث تنشط الجماعات المسلحة منذ أكثر من عقد، وتُتهم بتنفيذ سلسلة من الهجمات عبر الحدود.
ومنذ انتقال بؤرة العنف من بوركينا فاسو والنيجر نحو الجنوب، أصبحت بنين هدفا مباشرا، على الرغم من جهودها العسكرية المكثفة لتعزيز قدراتها الدفاعية، بما في ذلك تجنيد آلاف الجنود الإضافيين في السنوات الأخيرة.
وتُعدّ “النقطة الثلاثية” واحدة من أكثر المناطق خطورة في الساحل الإفريقي، وتشهد تناميا للهجمات المنسقة ضد القوات الحكومية، في ظل تراجع التنسيق الإقليمي بعد انسحاب النيجر مؤخرا من قوة “جي5 الساحل”، ما قد يعمّق الفراغ الأمني ويزيد من جرأة الجماعات المتطرفة.
تقرير أممي يكشف تفاصيل نشاطات تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في ليبيا