15 مايو 2025

الولايات المتحدة الأمريكية تعلن تعليق مساعداتها الإنسانية المخصصة لليبيا، في خطوة ربطها تقرير صادر عن المركز الاستخباراتي الفرنسي “أفريكا إنتلجنس” بتصاعد مخاطر الفساد واختلاس الأموال، إلى جانب استخدام جزء من التمويل في دعم جماعات مسلحة،

وكشف التقرير عن تحوُّل مسار ملايين الدولارات من المساعدات الأمريكية إلى “جيوب مسؤوليْن ليبيين وعناصر ميليشياوية”، بدلا من توجيهها إلى النازحين والمشردين الذين يُشكِّلون الغالبية العظمى من المستحقين.

وأشار التقرير إلى أدلة على تورط جهات ليبية في استخدام المساعدات لتمويل جماعات مسلحة، بعضها مصنف “إرهابيا”، ما يُناقض شروط واشنطن التي تُحرّم تمويل أي كيانات تُهدد الأمن الإقليمي.

وأكد التقرير أن الانقسام السياسي بين شرق ليبيا وغربها، وعدم وجود سلطة مركزية معترف بها دوليّا، جعلا واشنطن عاجزة عن ضمان توزيع المساعدات وفق معايير واضحة.

ولفت التقرير إلى تصاعد الهجمات على المنشآت الدبلوماسية الأجنبية في ليبيا، خاصة بعد تعرُّض بعثة أمريكية لتهديدات مباشرة من جماعات متطرفة في الجنوب.

وحذّرت منظمات إنسانية، بينها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”، من أن قرار واشنطن قد يُفاقم معاناة نحو 1.2 مليون ليبي يعتمدون على المساعدات الدولية في الغذاء والدواء، لكن التقرير الاستخباراتي نوّه بأن استمرار التمويل دون ضوابط “يُغذي الصراع ويعقد الأزمة”.

ومن جهة أخرى، يرى مراقبون أن القرار الأمريكي يأتي في إطار سياسة الضغط على الأطراف الليبية لدفعها نحو تسوية سياسية، خاصة بعد فشل الجهود الأممية في توحيد المؤسسات تحت حكومة واحدة.

ويعتبر القرار جزءا من مراجعة شاملة تُجريها الإدارة الأمريكية لسياساتها في المنطقة، مع تركيز أكبر على تحويل المساعدات إلى دول أخرى، في ظل تنامي التنافس مع روسيا والصين.

كما يأتي التعليق بالتزامن مع تصاعد انتقادات الكونغرس الأمريكي لـ”عدم فعالية” المساعدات في ليبيا، حيث طالب نواب بمراجعة جميع برامج التمويل في مناطق النزاع.

يذكر أن واشنطن  خفضت مساعداتها لليبيا بنسبة 40% في عام 2023، فيما يُعتبر التعليق الكامل خطوة غير مسبوقة منذ بداية الأزمة الليبية.

مصرع 6 سودانيين إثر حادث مأساوي في صحراء ليبيا

اقرأ المزيد