وزير المناجم النيجري أبارتشي عثمان يؤكد أهمية التعاون مع تركيا في التعدين خلال قمة إسطنبول، معبراً عن رغبة بلاده في تعزيز الشراكة، ويأتي هذا في إطار توسع النفوذ الاقتصادي التركي بغرب إفريقيا واهتمام أنقرة بتعدين اليورانيوم.
أكد وزير المناجم النيجري العقيد أبارتشي عثمان على أهمية التعاون القائم بين بلاده وتركيا في مجال التعدين، معرباً عن سعي النيجر لتطوير هذا التعاون عبر اعتماد ممارسات حديثة ومتطورة.
جاء ذلك خلال مشاركته في قمة إسطنبول للموارد الطبيعية التي عقدت يوم الجمعة الماضي بمشاركة واسعة من الدول الإفريقية والعربية.
وعلى هامش أعمال القمة، عقد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار اجتماعاً ثنائياً مع نظيره النيجري، تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التعدين والطاقة والاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأفادت وسائل إعلام نيجيرية بأن الجانبين أعربا عن رغبتهما في تعزيز الشراكات الاستراتيجية في قطاع المعادن الذي يشكل محوراً حيوياً للحكومة النيجرية.
كما تم التأكيد على أهمية هذا التعاون في ظل الجهود التركية الرامية إلى توسيع نفوذها الاقتصادي في منطقة غرب إفريقيا الغنية بالموارد الطبيعية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من التطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية، حيث سبق أن وقع البلدان في أكتوبر 2024 على مذكرة تفاهم تسمح للشركات التركية بالدخول في مجال تعدين اليورانيوم في النيجر.
يجري هذا التقارب بين أنقرة ونيامي في ظل تحولات إقليمية مهمة، حيث يعمل المجلس العسكري الحاكم في النيجر على تنويع تحالفاته الاقتصادية، خاصة بعد قراره إلغاء رخصتي تعدين لشركتي “أورانو” الفرنسية و”غوفيكس” الكندية.
وأصبحت النيجر منذ مطلع العام الماضي وجهة جاذبة للاستثمارات التركية، لا سيما في مجال اليورانيوم الذي يشكل أولوية استراتيجية لأنقرة في ظل سعيها لتطوير برنامجها النووي المحلي.
وتخطط تركيا، التي تدير حالياً منشأة للطاقة النووية في منطقة البحر المتوسط، لبناء محطتين نوويتين إضافيتين خلال السنوات المقبلة.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد ترأس وفداً وزارياً رفيع المستوى زار النيجر في يوليو 2024، حيث أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء النيجري علي الأمين الزين.
وركزت تلك الزيارة على إمكانية حصول تركيا على إمدادات من اليورانيوم الذي تمتلك النيجر سادس أكبر احتياطي عالمي منه، حيث تسيطر على 5% من السوق العالمية.
وتعد النيجر حتى عام 2024 المورد الرئيسي لليورانيوم لدول الاتحاد الأوروبي، حيث كانت توفر ربع احتياجات التكتل الأوروبي من هذه المادة الحيوية لإنتاج الطاقة.
وتشير الإحصاءات إلى أن النيجر كانت تزود فرنسا بنحو 35% من احتياجاتها من اليورانيوم المستخدم في الطاقة النووية، والذي كان يمثل 75% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في فرنسا.
اختتام مؤتمر ليبيا الدولي للصناعة والتكنولوجيا في طرابلس