14 مايو 2025

السفارة الإسبانية في المغرب أعلنت عن إطلاق مشروع استراتيجي ضخم لتحلية مياه البحر في مدينة الدار البيضاء، بتمويل إسباني يفوق 340 مليون يورو، ما يعادل نحو 3.66 مليار درهم.

ويعد هذا المشروع في مقدمة مشاريع البنية التحتية المائية بالقارة الإفريقية من حيث الحجم والأهمية،ستكون المحطة الجديدة، التي ستنفذها شركة “أكسيونا” الإسبانية، الأكبر من نوعها في إفريقيا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 مليون متر مكعب سنوياً.

ويمتد نموذج الامتياز الخاص بها إلى 30 سنة، تتوزع بين ثلاث سنوات للبناء و27 سنة للتشغيل والصيانة.

ويعتمد تمويل المشروع على ثلاث آليات رئيسية: قرض بقيمة 250 مليون يورو من صندوق تدويل الأعمال الإسباني “FIEM” لتمويل التصميم والبناء والتشغيل، وتأمين ائتمان الصادرات يغطي ما يصل إلى 80% من قرض إضافي بقيمة 70 مليون يورو ممنوح من قبل بنك “Société Générale”، إضافة إلى مساهمة رأسمالية عبر قرض بـ31 مليون يورو من صندوق الاستثمارات الأجنبية الإسباني “FIEX”، الذي تديره شركة “COFIDES”، لدعم مشاركة “أكسيونا” في المشروع.

وفي بيان لها، أكدت السفارة الإسبانية أن هذا المشروع لا يمثل فقط استجابة لحاجة ملحّة في ضمان الأمن المائي للمملكة، بل يُعد نموذجاً رائداً للتعاون المؤسسي والتجاري بين البلدين، خاصة في مجالات الاستدامة البيئية والطاقات المتجددة.

ويُنتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في منظومة الموارد المائية بالمغرب، إذ سيؤمّن المياه الصالحة للشرب لملايين المواطنين في منطقة الدار البيضاء الكبرى، فضلاً عن استخدامه لتغطية احتياجات الري الزراعي.

كما سيعتمد المشروع على تقنيات تحلية متطورة موفرة للطاقة، تدمج مصادر الطاقات المتجددة في التشغيل.

ويعكس هذا الاستثمار الإسباني الضخم حضور الشركات الإسبانية القوي والمتنامي في الاقتصاد المغربي، إذ تنشط أكثر من 350 شركة إسبانية في المملكة ضمن قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية، والطاقة، والخدمات المالية، والتكنولوجيا.

وتحتل إسبانيا موقع الشريك التجاري الأول للمغرب، بحجم تبادل تجاري يفوق 22.5 مليار يورو، وميزان تجاري يميل لصالح مدريد بفائض يتجاوز 3 مليارات يورو، مما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين الجانبين.

منتدى التعاون العربي الروسي يدعم وحدة ليبيا ويرفض الحل العسكري

اقرأ المزيد