14 مايو 2025

المجلس العسكري في بوركينا فاسو أحبط مؤامرة لزعزعة الاستقرار خطط لها في ساحل العاج، وكشف الوزير محمدو سانا عن خطة هجوم على مقر الرئاسة، وجرت اعتقالات وتغييرات في القيادات العسكرية لاحتواء التهديدات.

أعلن المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو مساء يوم الاثنين إحباط مؤامرة كبرى كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في البلاد، مشيراً إلى أن المدبرين الرئيسيين يتواجدون خارج الحدود، تحديداً في ساحل العاج.

وصرح وزير الأمن، محمدو سانا، في بيان بثه التلفزيون الرسمي: “كشف العمل الدقيق لأجهزة الاستخبارات عن مؤامرة خطيرة كانت تُحاك ضد أمن البلاد، بهدف إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار”.

وأضاف سانا أن الخطة كانت تشمل هجوماً مسلحاً يُفترض تنفيذه يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2025، يستهدف مقر الرئاسة في واغادوغو، على يد مجموعة من الجنود الذين تم تجنيدهم من قبل “أعداء الأمة”.

وأشار الوزير إلى أن العقول المدبرة للمؤامرة تقيم خارج بوركينا فاسو، وتحديداً في ساحل العاج، وذكر منهم القائد جواني كومباوري والملازم عبد الرحمن باري.

في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية مطلعة باعتقال النقيب إليزيه تاسيمبيدو، قائد المجموعة العسكرية للمنطقة الشمالية، أثناء وجوده في العاصمة واغادوغو لحضور اجتماع أمني رفيع المستوى.

كما قام قائد المجلس العسكري ورئيس البلاد، النقيب إبراهيم تراوري، بسلسلة تغييرات في القيادات العسكرية، حيث استبدل عدداً من الضباط الذين اشتبه في صلتهما بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وفقاً لمصادر عسكرية، لا يزال المناخ داخل القوات المسلحة متوتراً، وسط معلومات عن وجود محاولات أخرى لقلب نظام الحكم يقودها أنصار قيادات عسكرية سابقة تمت إقالتها في أعقاب الأحداث الأخيرة.

وتعد بوركينا فاسو واحدة من أكثر دول غرب إفريقيا عرضة للانقلابات العسكرية، حيث يتنافس الضباط بشكل متكرر للسيطرة على مقاليد الحكم في القصر الرئاسي بواغادوغو.

منذ استيلاء النقيب إبراهيم تراوري على السلطة عبر انقلاب عسكري في عام 2022، تعرض نظامه لخمس محاولات انقلابية، الأولى في نفس عام توليه الحكم، وثلاث محاولات في عام 2024، إضافة إلى محاولة أخرى الأسبوع الماضي، والتي لا تزال تفاصيلها غير واضحة.

وفي إطار تعزيز الأمن والاستقرار، وقّعت بوركينا فاسو مع جارتيها مالي والنيجر في سبتمبر 2024 على ميثاق ليبتاغو غورما، الذي ينص على توفير الحماية المتبادلة بين الدول الثلاث ضد التهديدات الخارجية ومحاولات الانقلابات الداخلية.

يذكر أن تراوري، منذ توليه السلطة، قام بعمليات تطهير واسعة في صفوف الجيش، حيث أقال العديد من الضباط كبار الرتب، الذين كانوا يُعتبرون مقربين من فرنسا ويمثلون امتداداً للنفوذ الفرنسي السابق في البلاد.

وتواصل السلطات في بوركينا فاسو تعزيز إجراءاتها الأمنية، بينما يترقب الرأي العام تطورات التحقيقات الجارية حول المؤامرة الأخيرة.

النيجر تسحب ترخيص عمل منظمة “أكتد” الفرنسية

اقرأ المزيد