الكاتب أحمد أبو المحاسن يوضح في مقابلة أن السودان يعاني من انقسام داخلي بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح ملايين السودانيين، وأشاد بدور مصر في دعم السودان واستقبال اللاجئين، محذراً من التدخلات الخارجية التي تعقد الأزمة.
أجرَت شبكة أخبار شمال إفريقيا مقابلة مع الكاتب الصحفي المصري أحمد أبو المحاسن، تناول خلالها الوضع الراهن في السودان، مشيراً إلى أن البلاد تمر بمرحلة صعبة جداً منذ اندلاع الحرب الداخلية عام 2023، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
وأوضح أبو المحاسن أن الصراع بدأ نتيجة انقسام بين قائد الجيش السوداني وقائد ميليشيات الدعم السريع، حيث سعى قائد الدعم السريع إلى الاستقلال عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بهدف تطوير قوته وزيادة نفوذه، مما أدى إلى دخول السودان في مأزق خطير لا تزال تداعياته مستمرة حتى الآن.
وأكد أن العمليات العسكرية تنتشر في أنحاء متفرقة من البلاد، مخلفةً انقسامات مأساوية وكارثة إنسانية كبيرة.
وأشار إلى أن النزاعات أدت إلى نزوح نحو 12 مليون سوداني داخلياً وخارجياً، لافتاً إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي استقبلت اللاجئين السودانيين في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، مؤكداً أن الحكومة المصرية أعلنت استعدادها الكامل لاستقبالهم وتقديم الرعاية الصحية والتعليمية لهم رغم التحديات.
وبيّن أبو المحاسن أن السبب الرئيسي للأزمة السودانية يعود إلى العناد المستمر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مشدداً على أن مصر تدعم القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وتساند السودان سياسياً وعسكرياً دون التدخل في شؤونه الداخلية.
وفي حديثه عن الأوضاع الميدانية، أكد أبو المحاسن أن الجيش السوداني يعمل حالياً على تنفيذ عمليات عسكرية لاستعادة مدينة بارا، موضحاً أن السيطرة عليها تمثل مفتاحاً استراتيجياً للسيطرة على كامل السودان، إذ تعد مركزاً هاماً لقوات الدعم السريع.
وأضاف أن الدفاع الجوي السوداني بدأ بالفعل في مواجهة القوات التابعة للدعم السريع هناك، متوقعاً أن تحقق القوات المسلحة السودانية تقدماً مهماً.
وحذر أبو المحاسن من التدخلات الخارجية، سواء من الولايات المتحدة أو بعض الدول العربية، والتي أسهمت في تعقيد الأزمة السودانية، معرباً عن أمله في أن يعود الأمن والاستقرار إلى السودان قريباً، مؤكداً أن مصر تقدم دعما كاملا للأشقاء السودانيين حكومةً وشعباً.
كما أشاد الكاتب بالدور الذي لعبته مصر عبر وساطاتها السياسية لاستعادة الأمن في السودان، مشيراً إلى الدور المهم الذي أدته القيادة السياسية المصرية ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي والأجهزة المعنية، في مواجهة التحديات الإقليمية ضمن استراتيجية واعية ومتكاملة.
وتطرّق أبو المحاسن خلال المقابلة إلى المخطط الأمريكي الرامي إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، مبيناً أن مصر كانت مدركة لهذه التحركات منذ البداية، وأن القيادة المصرية تصدت لها بنجاح، دفاعاً عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد أن مصر منذ عام 1948 كانت حاضرة بقوة في القضية الفلسطينية، بدايةً من مشاركتها في حرب فلسطين، ومروراً باتفاقية كامب ديفيد عام 1979، حيث ظلّت مصر حريصة على تثبيت حقوق الفلسطينيين، ولعبت دوراً رئيسياً في كافة محطات التفاوض.
وأضاف أن مصر عبرت عن مواقف واضحة وثابتة، واعتبرت أن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط يستلزم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مشدداً على أن القيادة المصرية ترفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، وقد دعت إلى قمة عربية لدعم هذه الرؤية.
وفيما يخص تأثير الأوضاع في السودان وغزة على الأمن القومي المصري، شدد أبو المحاسن على أن “الأمن القومي المصري خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، مبيناً أن القوات المسلحة والرئيس عبد الفتاح السيسي يقفون بالمرصاد لأي محاولات تهدد استقرار البلاد.
وأشار إلى أن القيادة المصرية تدرك جيداً حجم الأزمات الإقليمية المحيطة، سواء في الحدود الشمالية أو الجنوبية أو الشرقية أو الغربية، وتعمل على مواجهتها بسياسات مدروسة وإجراءات حازمة لضمان حماية الأمن القومي.
وختم الكاتب الصحفي أحمد أبو المحاسن حديثه بالتأكيد على أن الجيش المصري، مدعوماً بالإرادة الشعبية والسياسية، لن يسمح بأي تهديد يمس أمن واستقرار مصر، داعياً إلى استمرار اليقظة لمواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة.
مفاوضات سرية بين إسرائيل ومصر حول انسحاب من محور فيلادلفيا