في تطور للأحداث القضائية بالسودان، بدأت محكمة مكافحة الإرهاب محاكمة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، وعدد من كبار قادته، بما في ذلك شقيقيه عبد الرحيم والقوني، وذلك على خلفية اتهامهم باغتيال خميس أبكر، والي غرب دارفور السابق.
وشهدت المحكمة تدابير أمنية مشددة، حيث تنظر في قضية أثارت الرأي العام السوداني والدولي على حد سواء، ويواجه حميدتي ورفاقه تهما تتضمن الاشتراك الجنائي، والتحريض على القتل، والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية.
وتعود وقائع القضية إلى يونيو 2023، حيث قتل أبكر في ظروف غامضة بعد خطفه وتعرضه لإطلاق نار مباشر، في حين نشرت عناصر من الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر التمثيل بجثته والاحتفال أمامها مما أثار استنكارا واسعا.
وكان أبكر اتهم في تصريحات صحفية قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة موالية لها بارتكاب انتهاكات جسيمة في مدينة الجنينة، عاصمة الولاية.
وفي السياق متصل، أشارت اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات قوات الدعم السريع التي أسست بقرار من المجلس السيادي السوداني، إلى أنها سجلت ما يقرب من 12,400 دعوى قانونية ضد عناصر هذه القوات، تشمل جرائم متنوعة من بينها القضية الراهنة.
ومن جانبها، نفت قوات الدعم السريع أية صلة لها بالجريمة، معزية الحادثة إلى “عناصر متفلتة”، وقالت إنها خطفت أبكر وقتلته، وأكدت محاولاتها لحماية الوالي الراحل بنقله إلى مكان آمن، إلا أن هذه المجموعات المتفلتة تغلبت عليها وأتمت عملية القتل.
وخميس عبد الله أبكر هو سياسي وناشط وقائد عسكري، شغل منصب والي ولاية غرب دارفور من يونيو 2021 حتى اغتياله في يونيو 2023.
وبدأ أبكر مسيرته العسكرية في صفوف حركة تحرير السودان، حيث تولى مناصب قيادية بارزة، منها نائب رئيس الحركة وقائد قوات المساليت داخلها. في عام 2020، وقّعت حركته على اتفاق جوبا للسلام، مما مهد الطريق لتعيينه واليا لغرب دارفور في يونيو 2021.
نساء السودان يحملن السلاح للقتال بجانب الجيش السوداني