14 مايو 2025

في تصعيد جديد ينذر بمرحلة أكثر عنفا في النزاع السوداني، كثف الجيش السوداني من ضرباته الجوية على مدينة بارا الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، تمهيدا لعملية برية مرتقبة تهدف إلى استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية.

ولليوم الثاني على التوالي، نفذت الطائرات الحربية السودانية طلعات استهدفت مواقع تمركز عناصر الدعم السريع داخل المدينة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوفها.

وتندرج هذه الغارات ضمن عملية عسكرية موسعة يستخدم فيها الجيش طيران الاستطلاع والطيران الهجومي، بالتزامن مع تحركات برية لقوات “متحرك الصياد” والفرقة الخامسة مشاة المتمركزة في مدينة الأبيض.

وتمثل بارا نقطة محورية على خارطة النزاع غرب السودان. ويؤكد محللون أن استعادة السيطرة عليها تتيح للجيش تأمين طريق التصدير الحيوي بين الأبيض وأم درمان، ما يعني فتح ممر لوجستي استراتيجي وإحكام الطوق على قوات الدعم السريع في الجهة الغربية من البلاد.

وفي تطور ميداني متزامن، أعلن الجيش السوداني أن سبعة مدنيين قُتلوا وأصيب ثلاثة آخرون، جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مناطق متفرقة من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور.

وتُعد الفاشر منذ أشهر ساحة مواجهات دامية بين الجانبين، على الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة من مخاطر تفاقم القتال في المدينة، التي تمثل مركزا أساسيا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.

وبينما تسعى قوات الدعم السريع لتوسيع نطاق سيطرتها في الفاشر، يؤكد الجيش السوداني أن وحداته في المدينة ما زالت صامدة وتحتفظ بقدرتها على المواجهة.

يذكر أن مدينة بارا هي إحدى المدن التاريخية في السودان، تقع في ولاية شمال كردفان على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق مدينة الأبيض، و317 كيلومترا من العاصمة الخرطوم، وترتفع عن سطح البحر بنحو 613 مترا، وتقدر مساحتها بـ 17 ألف نسمة تقريبا. ​

وتعد بارا مركزا زراعيا وتجاريا مهما، تشتهر بوفرة المياه الجوفية وخصوبة أراضيها، مما يجعلها مناسبة لزراعة الحمضيات، خاصة الليمون، والنخيل. تعرف المدينة أيضًا بأنها مركز رئيسي لقبائل الكبابيش. ​

وتكتسب بارا أهمية استراتيجية بسبب موقعها القريب من مدينة الأبيض، التي تضم مستودعات للمواد الغذائية والمساعدات الطبية، بالإضافة

هروب متهم بالفساد بمساعدة مسؤول نيجيري إلى النيجر

اقرأ المزيد