قامت قوات أمنية ليبية بمداهمة منجم بوكلن للتعدين عند المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد واعتقلت عشرات المدنين، بينهم سودانيون، بعد بلاغ عن حادثة سحر، مما أدى إلى وفاة مواطن سوداني تحت التعذيب.
قامت أجهزة أمنية ليبية يوم الأربعاء الماضي بدهم منجم بوكلن للتعدين الأهلي، الواقع عند المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد، حيث نفذت حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات المعدنين من جنسيات مختلفة، بينهم سودانيون.
وجاءت هذه العملية إثر بلاغ من مواطن ليبي أفاد بفقدان عضوه التناسلي في حادثة نسبت إلى أعمال سحر وشعوذة انتشرت مؤخراً بين عمال المناجم المشتركة، التي يرتادها أشخاص من مختلف دول غرب إفريقيا.
ووفقاً لشهادات من داخل المنجم، قامت السلطات الليبية بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وتمكنت من تحديد وإلقاء القبض على أحد المشتبه بهم، الذي اعترف بممارسته أعمال الشعوذة بالتعاون مع آخرين.
وبعد التحقيق معه، توسعت الحملة الأمنية لاستهداف عدد أكبر من المعدنين المشتبه في تورطهم، وسط اشتباكات وإطلاق نار تسبب في حالة من الذعر بين العاملين في الموقع.
وأفاد شهود عيان بأن المعتقلين نُقلوا إلى معسكر تابع للجيش الليبي، حيث تعرضوا لتعذيب شديد، مما أدى إلى وفاة المواطن السوداني سعد الدين آدم إسحق.
وأكد شقيق الضحية أن السلطات منعت العائلة من زيارة المعسكر للاطمئنان على وضع المعتقل، مما أجبرهم على اللجوء إلى شيوخ المنجم للوساطة. وبعد أيام، تم إبلاغهم رسمياً بوفاة سعد الدين وطُلب منهم استلام الجثمان يوم السبت الماضي.
ولاحظ شقيق الضيفة تبديل ملابس المتوفى عند تسلم الجثة، كما لاحظ وجود آثار تعذيب شديد على الجسد، بما في ذلك كسور متعددة وعلامات صعق كهربائي وضرب مبرح.
وعندما استفسر عن سبب الوفاة، قوبل بالرفض والإجبار على استلام الجثمان دون أي تفسير أو إفادة رسمية حول ملابسات الحادث.
وأكد شقيق الضحية أن سعد الدين لم يكن له أي صلة بالحادثة التي تم الإبلاغ عنها، مشيراً إلى أنه كان يعمل في الحمامات العامة التابعة للمنجم حتى لحظة اعتقاله بشكل عشوائي.
وطالب بمحاسبة المسؤولين عن وفاة شقيقه، ومحاكمة كل من تورط في تعذيبه حتى الموت، مؤكداً أن العائلة ستلجأ إلى كل الطرق القانونية والمجتمعية للمطالبة بالعدالة.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات حول المناجم الحدودية، التي تشهد تدفقاً كبيراً للعمالة الأجنبية، مما يجعلها عرضة للاشتباكات الأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان.
تحذير حقوقي من تنامي الاتجار بالبشر في ليبيا