تصاعدت الأوضاع في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة النهود الاستراتيجية بولاية غرب كردفان، واستهدافها القصر الرئاسي في الخرطوم، حيث شهدت المنطقة معارك ضارية بين القوات المتنازعة.
شهد السودان تصعيداً عسكرياً خطيراً يوم الخميس حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة النهود الاستراتيجية بولاية غرب كردفان بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني، فيما قامت بقصف القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم في تطورات متسارعة تزيد من تعقيد المشهد العسكري.
وأعلن الفاتح قرشي، المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، من أمام مقر الحكومة المحلية بالنهود أن قواته تمكنت من “تحقيق النصر والاستيلاء على المدينة الاستراتيجية” بعد فرار ما تبقى من قوات الجيش شرقاً.
وأضاف قرشي أن قواته تعمل على “إحكام السيطرة الكاملة على المدينة خلال الساعات المقبلة”.
وتعد النهود آخر معقل رئيسي للجيش في ولاية غرب كردفان، حيث تمنح السيطرة عليها قوات الدعم السريع ميزة استراتيجية تمكنها من قطع طرق إمدادات الجيش نحو الفاشر، عاصمة شمال دارفور، كما تضع مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، تحت تهديد مباشر.
ووفقاً لمصادر محلية، دارت معارك ضارية في أطراف المدينة مع تبادل مكثف للقصف المدفعي بين الطرفين، قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من اجتياح المدينة من عدة محاور وإجبار قوات الجيش على الانسحاب نحو مقر الفرقة العسكرية.
وفي تطور متزامن، استهدفت قوات الدعم السريع القصر الجمهوري في الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان، وفقاً لمصدر عسكري نقلته وكالة فرانس برس، وأفاد سكان محليون برؤية أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من محيط القصر الرئاسي.
وتواصل المواجهات توسعها الجغرافي حيث شهدت مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض هجوماً بطائرات مسيرة على مقر الفرقة 18 للجيش، فيما تجددت الاشتباكات في الفاشر مع استمرار قصف الأحياء السكنية حسبما أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر.
وفي جنيف، كشف المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن مقتل 542 مدنياً على الأقل في شمال دارفور خلال ثلاثة أسابيع، محذراً من أن “المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود”، وأعرب عن قلقه من تحذيرات “الدعم السريع” من “حمام دم” قادم.
من جهة أخرى، ناقش المبعوث الأممي رمطان لعمامرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، مؤكداً في تغريدة على “إكس” أن “لا حل عسكرياً للصرع”، داعياً إلى مسار سياسي شامل يحفظ وحدة السودان وسيادته.
يأتي هذا التصعيد في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب التي تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع استمرار تعنت الأطراف في تبني الحلول السلمية رغم الدمار الهائل الذي لحق بالبلاد.
وزير الداخلية الليبي يدعو لدعم مكافحة الهجرة غير النظامية في منتدى الهجرة عبر المتوسط