منظمة الصحة العالمية تعلن عن تعرّض مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم، وهو المركز الوحيد من نوعه عالمياً، لدمار كبير نتيجة الصراع المسلّح المستمر في السودان.
ويُعد المركز الذي أُسس عام 1991 تحت مظلة جامعة الخرطوم، مرجعاً علمياً نادراً في دراسة “المايستوما”، أو الورم الفطري، وهو مرض مزمن ومُعد يُصيب الجلد والعظام، ويستهدف بشكل خاص الفئات الفقيرة مثل المزارعين والرعاة في الدول النامية.
وأكد مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لوكالة “فرانس برس” أن المركز “تضرر بشدة وتعرض لدمار كبير”، نتيجة الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي ما زالت مستعرة حتى اليوم، متسببة في ما وصفته الأمم المتحدة بـ”أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث”.
وقد أودى النزاع بحياة عشرات الآلاف، وشرّد أكثر من 13 مليون شخص، إلى جانب التسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية في البلاد.
وعبّر الدكتور أحمد فحل، مؤسس مركز أبحاث المايستوما، عن حزنه العميق لما آل إليه الوضع، قائلاً: “فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية، والتي كانت تحتوي على بيانات تمتد لأكثر من أربعين عاماً.. إنه أمر يصعب تحمّله”.
وأضافت المنظمة أن السلطات الصحية لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى موقع المركز لتقييم حجم الأضرار، بسبب استمرار القتال في العاصمة الخرطوم.
وكان المركز يعالج ما يقرب من 12 ألف مريض سنوياً، وحقق إنجازاً تاريخياً عام 2019 بتنظيم أول تجربة سريرية عالمية لعلاج المايستوما، بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية.
ومع تدمير المركز الرئيسي، يجري تقديم بعض الخدمات الطبية من خلال عيادتين مؤقتتين في مدينة كسلا وقرية ود أونسة، لكن هاتين العيادتين تواجهان تحديات مالية كبيرة، رغم ما تتلقيانه من دعم من وزارة الصحة السودانية.
يُذكر أن مرض “المايستوما”، الذي تُسببه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة أو المياه، قد يؤدي إلى تآكل العظام وبتر الأطراف إن لم يُعالج.
وقد أدرجته منظمة الصحة العالمية رسمياً ضمن قائمة الأمراض المدارية المُهمَلة في عام 2016، نظراً لخطورته وغياب الاهتمام الدولي الكافي به.
السودان ترد على مزاعم الإمارات بشأن الهجمات على مقر سفيرها