عاصفة رملية شديدة ضربت منطقة صحراء النمامشة بولاية خنشلة في الجزائر، تسببت بخسائر مادية جسيمة، خاصة في القطاع الزراعي الذي يُعد الركيزة الأساسية لاقتصاد المنطقة.
وأفادت مصادر محلية وصحيفة جزائرية بأن العاصفة المفاجئة أدت إلى إتلاف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية، وتدمير عدد كبير من البيوت البلاستيكية، ما أدى إلى تفاقم خسائر المزارعين الذين كانوا على وشك جني محصولهم الموسمي.
وأعرب المزارعون في المنطقة عن استيائهم الشديد من هذه الكارثة، مشيرين إلى أن الدمار طال مزارعهم التي تُعد مصدر رزقهم الأساسي، وطالبوا السلطات المحلية والإقليمية بالتدخل الفوري لتعويض الخسائر، وتوفير الدعم اللازم لإعادة النشاط الزراعي في أسرع وقت.
كما وجه المتضررون مناشدة عاجلة إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لإرسال لجان مختصة للوقوف على الأضرار بشكل ميداني وتقييم حجم الخسائر بدقة، بالإضافة إلى مطالبتهم بوضع استراتيجيات وآليات استباقية للتعامل مع الكوارث الطبيعية المشابهة في المستقبل، بما يضمن استقرار القطاع الزراعي وحماية سبل عيش المواطنين في المنطقة.
وصحراء النمامشة، الواقعة جنوب ولاية خنشلة في شرق الجزائر، تُعد من أبرز المناطق الزراعية في البلاد، وتمتد هذه الصحراء على مساحة تُقدّر بـ 370 ألف هكتار، وتتميز بتضاريسها المتنوعة التي تشمل الهضاب والجبال، مثل جبال النمامشة التي تُعتبر جزءا من الأطلس الصحراوي.
وكانت صحراء النمامشة تعرف سابقا بـ”أرض النار” نظرا لبيئتها القاسية وتاريخها في مقاومة الاستعمار الفرنسي، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة تحولا كبيرا، حيث أصبحت تعرف بـ”سلة غذاء الجزائر” بفضل جهود السكان المحليين في استصلاح الأراضي واستخدام نظم ري تقليدية تعتمد على تقاسم المياه وفقا لنظام عرفي.
وتنتج المنطقة حاليا مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية، مثل الشمّام، الفول، الطماطم، البطاطا، والفاصوليا، وتُعتبر مركزا مهما لتزويد الأسواق المحلية وحتى التصدير إلى دول مجاورة مثل تونس وليبيا.
أول ظهور للجزائري الذي اختطف 28 عاما (فيديو)