14 مايو 2025

في خطوة تعكس توجها استراتيجيا لمعالجة أزمة السكن وتعزيز التنمية الحضرية، أعلنت الحكومة الجزائرية عن خطة طموحة لإنجاز مليوني وحدة سكنية على مستوى البلاد بحلول عام 2029، في واحدة من أضخم المشاريع الإسكانية في تاريخ البلاد.

وكشف وزير السكن والعمران محمد طارق بلعريبي، أن الحكومة تسعى إلى استكمال بناء 250 ألف وحدة سكنية خلال النصف الأول من العام الجاري، كمرحلة أولى ضمن الخطة الممتدة حتى نهاية العقد.

ويعكس هذا التوجه، محاولة من السلطات لإعادة التوازن إلى ملف الإسكان الذي شهد تعثرا لسنوات بسبب تذبذب التمويل والضغوط الاجتماعية، وتمثل الأرقام المعلنة مؤشرا واضحا على أن الدولة عازمة على تحقيق طفرة نوعية في البنية السكنية، خاصة في ظل تزايد الطلب على السكن في المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية.

وأكد بلعريبي خلال كلمته على أهمية الالتزام بالمعايير الدولية في عمليات البناء، مشددا على دور المؤسسات الوطنية في تطوير القطاع، ولفت إلى التقدم الملحوظ الذي حققته الشركات الجزائرية، لاسيما في مجالات إنتاج الحديد والصلب ومواد البناء الأساسية.

وجاءت تصريحات الوزير خلال افتتاح النسخة الـ27 من معرض “باتيماتيك”، الذي يشهد هذا العام حضورا لافتا من العارضين المحليين والدوليين، موزعين على مساحة 40 ألف متر مربع، ويشارك في الحدث ممثلون عن 15 دولة، من بينها الصين، تركيا، إيطاليا، البرتغال وإسبانيا، مما يعكس الأهمية المتزايدة للمعرض كمحطة أساسية للفاعلين في قطاع البناء والأشغال العمومية في المنطقة.

وبينما ينتظر أن تسهم هذه الخطة في تقليص العجز السكني وتحقيق استقرار اجتماعي أكبر، تظل التحديات الكبرى قائمة، وأبرزها تأمين التمويل الكافي وضمان جودة التنفيذ وشفافية التوزيع، ما يضع الحكومة أمام اختبار حقيقي لتحقيق وعودها في أفق 2029.

الرئيس الجزائري يعلن عن قمة ثلاثية “وشيكة” بين الجزائر وتونس وليبيا

اقرأ المزيد