تفاقمت الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث أكدت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 481 مدنياً في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل، ووثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان حوادث مروعة شملت اغتصابات جماعية واعتداءات.
أصدرت الأمم المتحدة تقريراً مفزعاً كشفت فيه عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث أكدت وثائقها مقتل ما لا يقل عن 481 مدنياً في ولاية شمال دارفور منذ العاشر من أبريل الجاري، مع تحذيرات صريحة من أن العدد الفعلي للضحايا قد يتجاوز هذا الرقم بكثير.
وجاء في البيان الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن هذه الأزمة تشكل واحدة من أخطر أزمات النزوح والجوع على مستوى العالم في الوقت الراهن.
وصرح فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بأن “المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني تصل إلى حد لا يمكن تصوره، ويصعب استيعابها، ومن المستحيل قبولها بأي حال من الأحوال”.
وأضاف أن فرق التوثيق التابعة للمفوضية قد سجلت وقائع مروعة تشمل مقتل 210 مدنيين على الأقل بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي في مخيم زمزم للنازحين خلال الفترة ما بين 11 إلى 13 أبريل، بالإضافة إلى استشهاد 129 مدنياً آخر في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين بين يومي الأحد والخميس الماضيين.
وكشف التقرير الأممي عن وقائع مروعة تتعرض لها المدنيين، حيث تم توثيق حالات اغتصاب جماعي للنساء والفتيات وحتى الفتيان في مخيم زمزم للنازحين أو أثناء محاولتهم الفرار من مناطق العنف.
كما سجلت المفوضية استهدافاً متكرراً للعاملين في المجال الإنساني والطبي، وهجمات متعمدة على مصادر المياه ومرافق الرعاية الصحية الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وتعود جذور الأزمة الحالية إلى اندلاع الحرب الأهلية في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف باسم حميدتي) من جهة أخرى.
وقد شهدت ولاية شمال دارفور تصاعداً حاداً في أعمال العنف مؤخراً، مع تجدد الهجمات ذات الطابع العرقي التي تستهدف مجتمعات محددة في المنطقة، والتي تشهد صراعات متقطعة منذ عام 2003.
وحذرت الأمم المتحدة من انهيار شبه كامل لأنظمة مساعدة الضحايا في العديد من المناطق، حيث يعيش النازحون في ظروف توصف بأنها “قاسية وغير إنسانية” وسط قيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
كما أشارت التقارير إلى خطر داهم بحدوث مجاعة مع تدهور حاد في الأمن الغذائي بالمنطقة.
وفي هذا السياق، وجهت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي نداءات عاجلة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة، بالإضافة إلى تقديم دعم عاجل للاستجابة الإنسانية في المنطقة.
وزير سوداني يحدد شروط إعادة فتح معبر أدري أمام المساعدات الإنسانية