في تصعيد يهدد سلامة البنية التحتية الحيوية ومسارات الإغاثة، أعلنت الأمم المتحدة، يوم أمس الاثنين، عن تعليق مؤقت لرحلاتها الجوية الإنسانية إلى السودان، بعد تعرض مطار بورتسودان لهجمات بطائرات مسيرة نسبت إلى قوات الدعم السريع.
وأوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عبّر عن “قلقه البالغ إزاء تقارير تفيد بشن قوات الدعم السريع هجمات على منشآت عسكرية ومدنية في منطقة مطار بورتسودان”، وبين أن هذه التطورات دفعت المنظمة إلى وقف مؤقت لرحلات “خدمات الأمم المتحدة الجوية الإنسانية” من وإلى المدينة.
وأكد حق أن البعثات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لم تتأثر بشكل مباشر، إذ لم تسجل أي أضرار في مكاتبها أو منشآتها اللوجستية في المنطقة، مضيفا أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدات المتوفرة للسكان السودانيين، في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم.
وشدّد المسؤول الأممي على ضرورة وقف القتال فورا، داعيا الأطراف المتحاربة إلى “الانخراط في حوار سياسي شامل يضع حدا للعنف، ويحمي المدنيين، ويعيد البلاد إلى مسار الاستقرار”، كما ذكّر بأن “الحروب لها قواعد”، في إشارة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
ويأتي تعليق الرحلات بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذتها قوات الدعم السريع، بدءا من الرابع من مايو، واستهدفت فيها مواقع حساسة قرب مطار بورتسودان، من بينها طائرة كانت تحمل ذخائر، كما طالت الهجمات لاحقا قاعدة عسكرية وسط المدينة ومستودعا للوقود، مما أثار مخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة التي ظلت لفترة طويلة تُعدّ نسبيًا آمنة مقارنة ببؤر الصراع الأخرى.
وتواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص، بينهم 16 مليون طفل، إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ويعاني 25.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 756,000 في حالة مجاعة كارثية، ما دفع الأمم المتحدة لإطلاق خطة استجابة إنسانية بقيمة 4.2 مليار دولار خلال 2025 لتقديم مساعدات منقذة للحياة لـ21 مليون شخص.
البرهان ينفي حدوث انقلاب في الجيش السوداني ويتعهد بنصر قريب