14 مايو 2025

تشهد تشاد أزمة سياسية بعد احتجاز مدير مكتب الرئيس بتهم الاحتيال، وسط توترات داخلية وصراعات نفوذ بين الأجنحة الحاكمة، وتعكس القضية تحديات إقليمية تواجه البلاد، ومصير إدريس يوسف بوي لا يزال غامضاً.

كشفت مصادر فرنسية وتشادية عن احتجاز مدير مكتب الرئيس التشادي، المشير محمد ديبي، إدريس يوسف بوي، منذ نحو أربعة أشهر على خلفية اتهامات بالاحتيال، في قضية يكتنفها التكتم الرسمي وتداعيات سياسية محتملة.

ووفقاً لمصدر تشادي مقرب، فإن إدريس يوسف بوي، الذي يشغل منصب وزير ويمثل أحد أبرز مساعدي الرئيس ضمن دائرة صنع القرار، قد اعتُقل في يناير الماضي دون إعلان رسمي أو إحالته إلى القضاء حتى الآن.

وأشار المصدر إلى أن محاولات ضغط قبلية وسياسية بُذلت للإفراج عنه، لكنها لم تنجح حتى اللحظة.

من جهتها، ذكرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن الاعتقال جاء على خلفية “شبهات خطيرة تتعلق بالاحتيال”، حيث اتهم رجل أعمال تشادي يوسف بوي باستغلال نفوذه الواسع ومنصبه الرسمي لاختلاس مبالغ مالية ضخمة تُقدّر بمليارات الفرنكات الإفريقية.

وأضافت المجلة أن بوي محتجز حالياً في مقر جهاز الاستخبارات العامة التشادية، الواقع بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا، مما يزيد من حساسية القضية نظراً لطبيعتها السياسية والأمنية.

وفي سياق متصل، نقلت مصادر إعلامية عن مصادر مطلعة أن القضية تتفاعل في ظل صراع أجنحة داخل النظام التشادي، حيث تتصاعد الخلافات بين الرئيس محمد ديبي وعدد من الجنرالات النافذين في الجيش، خاصة من قبيلة “الزغاوة” التي ينتمي إليها ديبي نفسه.

وتُعزى هذه الخلافات إلى اختلاف المواقف حول دعم تشاد لقوات الدعم السريع في حرب السودان المجاورة.

وأشارت المصادر إلى أن بوي يُعتقد أنه كان الرجل المسؤول عن تنسيق الدعم المقدم لقوات الدعم السريع، كما لعب دوراً محورياً في صياغة التوجهات السياسية والدبلوماسية للرئيس ديبي، الذي تولى السلطة بعد مقتل والده، الرئيس السابق إدريس ديبي، في مواجهات مع المتمردين شمال البلاد قبل أربع سنوات.

ويُعتبر احتجاز شخصية بهذا الوزن السياسي والأمني دون محاكمة أو إعلان رسمي مؤشراً على توترات داخلية قد تنعكس على استقرار النظام، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها تشاد، بما في ذلك تبعات الحرب في السودان والضغوط الأمنية على الحدود المشتركة.

ويبقى مصير يوسف بوي غامضاً في ظل الغموض الذي يحيط بالقضية، بينما يتساءل مراقبون عما إذا كان هذا الاعتقال مقدمة لمزيد من التغييرات في تركيبة النخبة الحاكمة في تشاد، أو أنه مجرد حلقة في صراع النفوذ بين الأجنحة العسكرية والسياسية.

وتواصل تشاد، تحت حكم المشير ديبي، مواجهة تحديات داخلية وخارجية معقدة، مما يجعل أي تطور سياسي أو أمني داخلي محط أنظار الإقليم والدولية.

تقرير أممي يكشف تفاصيل نشاطات تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في ليبيا

اقرأ المزيد